امالي ابي طالب ع
أمالي أبي طالب ع
ژانرونه
أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن سلام، قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( هل منكم من يريد أين يعطيه الله علما بغير تعلم، هل منكم من يريد أن يعطيه الله هدى بغير هداية، هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا، ألا إنه من زهد في الدنيا وقصر فيها أمله أعطاه الله علما بغير علم، وهدى بغير هداية، ألا وإنه من رغب في الدنيا وطال فيها أمله أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ألا وإنه سيكون أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل والفجر، ولا تستقيم لهم المحبة في الناس إلا باتباع الهوى، ألا فمن أدرك منكم ذلك فصبر على الذل وهو يقدر على العز وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة في الناس وهو يقدر على المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة، أثابه الله ثواب خمسين صديقا ))(1).
قال السيد الإمام أبو طالب رضي الله عنه: معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن من زهد في الدنيا أعطاه الله علما بغير تعلم أن عند زهده فيها تقوى دواعيه إلى النظر الذي يكسبه العلوم التي ينتفع بها في الدين، ويكثر ثوابه عليها من غير استدعاء من المخلوقين، وتعلم منهم وهو مطابق لقوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} ومعنى أنه إذا رغب فيها أعمى الله قلبه أنه يكون مصروفا عن هذا اللطف.
مخ ۱۲۴