312

ومن فطر فيه مؤمنا صائما، كان له عند الله عز وجل بذلك عتق رقبة، ومغفرة لذنوبه فيما مضى، فقيل له: يا رسول الله، ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما.

فقال: إن الله تعالى كريم يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما، أو بشربة من ماء عذب، أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك.

ومن خفف فيه عن مملوكه، خفف الله عز وجل حسابه، فهو شهر أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره إجابة وعتق من النار، ولا غنى بكم عن أربع خصال خصلتان ترضون الله تعالى بهما وخصلتان لا غنى بكم عنهما، أما اللتان ترضون الله تعالى بهما فشهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما، فتسألون الله تعالى فيه حوائجكم والجنة، وتسألون الله تعالى العافية، وتتعوذون به من النار(1).

حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد، قال: أخبرنا ثابت، عن أبي رفع،

عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عاما، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين ليلة(2).

مخ ۱۴