230

اللهم هذا مقام من فلج(1) فيه، فكان أولى بالفلج يوم القيامة، ومن نطف(2) أو نعث فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، نشدتكم الله أتعلمون أنهم حيث رفعوا المصاحف، فقلتم: نجيبهم إلى كتاب الله. قلت لكم: إنهم ليسوا بأهل دين ولا قرآن، ولقد صحبتهم وعرفتهم أطفالا ورجالا، وهم شر أطفال ورجال، امضوا على صدقكم وحقكم، فإنما رفعوا المصاحف خديعة ومكيدة، فرددتم قولي، وقلتم: لا، بل نقبل منهم. فقلت لكم: أذكروا قولي لكم ومعصيتكم إياي، وإذ أبيتم إلا الكتاب، اشترطت على الحكمين، أن يحييا ما أحيا القرآن، وأن يميتا ما أمات القرآن؛ لأنهما إن حكما بحكم القرآن لم يكن لنا خلاف على من حكم بما في القرآن، وإن أبيا كنا من حكمهما برآء، وكنا على رأس أمرنا، قالوا: أفعدل تحكم الرجال في الدماء؟ قال: إنا لسنا الرجال حكمنا، إنما حكمنا القرآن، وهذا القرآن، إنما هو خط مخطوط مسطور بين الدفتين، وإنما ينطق بحكمه الرجال.

قالوا: فخبرنا عن الأجل، لم جعلته فيما بينك وبينهم؟ قال: ليعلم الجاهل، وينيب العالم، ولعل الله يصلح في هذه المدة أمر هذه الأمة، أدخلوا مصركم. فدخل أصحابه عن آخرهم(3).

أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله، قال: أخبرنا عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثنا منصور بن نصر بن الفتح، قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن علي العلوي، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد، قال: حدثني الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده،

عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام، أنه خطب خطبة التوحيد، فقال:

مخ ۲۳۱