144

لما ولى أبو جعفر المنصور عبد الله بن الحسن المدينة، فصعد المنبر يوم الجمعة، فكان أول ما بدأ به قبل الخطبة، أن قال:

أين الملوك التي كانت مسلطة ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

[قال السيد أبو طالب الحسني]: إن كان الراوي عني بعبد الله بن الحسن، عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام، فإنه غلط فاحش؛ لأنه عليه السلام ما ولي لأبي جعفر قط، وكان أحسن دينا، وأكثر فضلا وعلما وأرفع نفسا، وأشد انحرافا عنه، من أن يلي له، وإنما ولي بالمدينة من جهته من أهل هذا البيت، الحسن بن زيد بن الحسن مدة، ولعل الراوي التبس عليه أحد الاسمين بالآخر(1).

أخبرنا أبو العباس الحسني، قال: حدثنا عبد العزيز ابن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن عطية الصفار، قال: حدثني جعفر بن محمد السدوسي، قال: حدثني الحسين بن علوان، قال: حدثني أبو خالد الواسطي، قال:

لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام قبل ظهوره، فقلت: يا سيدي، متى يكون هذا الأمر؟

فقال لي: وما يسرك منه يا أبا خالد؟

فقلت له: يا سيدي، وكيف لا أسر بأمر يخزي الله به أعداءه، وينصر به أولياءه، فقال لي: يا أبا خالد، أنا خارج، وأنا والله مقتول، والله ما يسرني أن الدنيا بأسرها لي عوضا عن جهادهم يا أبا خالد، إن امرءا مؤمنا ليصبح حزينا، ويمسي حزينا مما يعاين من أعمالهم أنه لمغبون مفتون.

قال، قلت: يا سيدي، والله إن المؤمن لكذلك، ولكن كيف بنا ونحن مقهورون مستضعفون خائفون، لا نستطيع لهم تغييرا؟

فقال: يا أبا خالد، إذا كنتم كذلك، فلا تكونو لهم جمعا، وانفذوا من أرضهم.

مخ ۱۴۴