امل او يوتوپيا په ارنست بلوخ فلسفه کې
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
ژانرونه
يحدد بلوخ أربعة تصورات أو مفاهيم أنطولوجية أساسية يصفها بأنها مفاهيم «مقولاتية» أو بالأحرى مقولات واقعية، تدل على حركة الواقع الجدلي للمادة والتاريخ، وتكشف عن صيرورتها نحو تحقيق الأمل اليوتوبي. هذه المفاهيم أو اللحظات الأساسية التي توضح حركة الواقع والعالم هي «اللا» التي يبدأ منها كل شيء، وال «ليس-بعد» التي تعبر عن اندفاع التاريخ نحو الكل، أو تعثره وسقوطه في «اللاشيء» أو «العدم».
هذه المفاهيم أو المقولات الأربع تمثل المصطلحات الأساسية في نسق بلوخ الجدلي وبنائه الأنطولوجي، كما ترتبط ارتباطا حميما بمقولة «الإمكان» وجدل «المادة»، بقدر ارتباطها بجدل الوعي البشري وأحلامه وتوقعاته عن المستقبل.
أولا: المفاهيم الأنطولوجية لمقولة ال «ليس-بعد» (1) مفهوم «اللا»
The Not
نبدأ «باللا» التي ذكرنا قبل قليل أن كل شيء يبدأ منها. وأبسط وصف لها هو أنها نقص شيء ما، وفي الوقت نفسه محاولة تلافي هذا النقص. ولذلك فهي الدافع أو الاندفاع نحو شيء مفتقد. هذا الدافع أو الاندفاع الكامن في كل ما هو حي هو الذي نصفه وصفا مكثفا بأنه «اللا»، فهو الحاجة، والسعي الدائب، والحافز المستمر، وهو الجوع أولا وقبل كل شيء. و«اللا» في هذه الحالة الأخيرة بالذات - أي في حالة الجوع - لا يمكن أن تكون «لا شيء» أو عدما. بل إن الأمر هنا يتطلب ضرورة التمييز الحاد بين «اللا» غير المحدودة و«اللاشيء» أو «العدم»
the Nothing
المحدد، إذ إنها تبين بوضوح أن «اللا» في هذه الحالة تتعلق بنقص شيء أو موجود ما وعدم امتلاكه، ولا تتعلق بال «لا شيء» أو العدم الذي يعني انعدام كل شيء.
1
وما يميز هذه المفاهيم الأنطولوجية التي نتناولها في هذا الفصل (وهي اللا والليس-بعد، والكل والعدم)، هو ارتباطها بالدوافع والانفعالات. ويتضح هذا عندما نتبين أن هذه المفاهيم الأنطولوجية، التي تبدو في الظاهر شديدة التجريد، إنما هي مرادفة للجوع واليأس من جهة، أو للطمأنينة والثقة في الخلاص من جهة أخرى. بذلك تكشف المفاهيم عن الانفعالات الأساسية التي تقوم عليها، كما تلقي الانفعالات الضوء على المفاهيم وتبين الأصل الأنطولوجي الذي انبثقت عنه وتغذت على نيرانه - على حد تعبير بلوخ - واستضاءت به قبل أن تضيئه.
وليست «اللا» نهائية مطلقة، لأنها «اللا» المتعلقة بمبدأ الوجود، بوجود معين هناك، كما تعلن عن نفسها بوصفها اللاتملك. إنها بداية كل حركة تجاه شيء ما، وليست «لا» مجردة أو نهائية وليست عدما، وإنما ترتبط بشيء أو موجود «هناك» تفتقده وتفتقر إليه وتسعى لامتلاكه والحصول عليه، ولذلك فهي في الأصل غير محددة ولا مؤكدة، إنها مجرد بداية، نقطة صفر وفراغ تنطلق منها الحركة المندفعة نحو الامتلاك والامتلاء. وهي بهذا المعنى لا تستطيع أن تحتمل حضور ذاتها، وإنما تتعلق - بطريقة تتسم بالاندفاع - بموجود هناك أو شيء ما.
ناپیژندل شوی مخ