امل او يوتوپيا په ارنست بلوخ فلسفه کې
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
ژانرونه
وقد نجح بلوخ في الربط ربطا خصبا بين الماركسية والتحليل النفسي، على الرغم من نقده له وإلحاحه على ضرورة أن يتجه - باعتباره نظرية في اللاوعي - إلى البحث في الوعي المنسي عن النزعات الدافعة إلى الأمام والجديد، كما نجح في أن يستفيد من الماركسية التي تتميز عن غيرها من الفلسفات بأنها لا تلتفت إلى الماضي، بل تندفع إلى المستقبل وتؤكد ذلك نظريا وعمليا. ذلك أن مادية مارك الجدلية لم ترد مادة العالم لا إلى الآلة المنضبطة ولا إلى الذرة أو القرد، بل ردتها إلى العلاقة الاقتصادية الاجتماعية بين البشر، وبينهم وبين الطبيعة، وأكدت الارتباط والتشابك بين الوعي والوجود الاجتماعي، وأصرت على أن الإنسان هو جذر الأشياء جميعا.
وفي حقيقة الأمر لم يكن بلوخ أول من ربط بين الماركسية والتحليل النفسي، فقد سبقه في هذا المجال كثيرون منهم عالم النفس والفيلسوف إريك فروم (1900-1980م) الذي جمع بين التحليل النفسي الفرويدي والرؤية الماركسية؛ مما جعله يأخذ على فرويد ومدرسته تغافلهما عن الظروف الاجتماعية وما لها من آثار كبيرة على نمو الإنسان وشخصيته، فهو قد انطلق أيضا من نقده لنظرية الدوافع التي تضع الغرائز وخاصة الغريزة الجنسية في مقدمة الحياة النفسية، واتخذ من الحاجة مدخلا لفهم النفس الإنسانية، وأخذ يحلل حاجات الإنسان النابعة من ظروف وجوده. فإذا كان بلوخ يرى أن أول ما يواجه الإنسان هو الحاجة والافتقار، فإن فروم حددها بخمس حاجات هي الانتماء، والتعالي أو التجاوز، والارتباط، والهوية، ثم الحاجة إلى إطار توجيهي.
30
وكلاهما - أي بلوخ وفروم - يرى ضرورة بناء مجتمع جديد يخرج الإنسان من عالم لم تكتمل فيه إنسانيته بعد. والخلاصة أن نظرة فروم لهذا العالم الأفضل ظلت محصورة في نطاق التحليل النفسي، بينما تجاوز بلوخ هذا وانطلق إلى آفاق أرحب.
ثانيا: طبقات الوعي
يتصور بلوخ أن هناك عتبتين للشعور أو حدين قصيين للوعي، أحدهما خاص بالأشياء التي تم الوعي بها، ثم تضاءل هذا الوعي وسقط في النسيان. أما الحد أو العتبة الأخرى للوعي فتقع في الجهة المقابلة، وفيها تشرق على الوعي أمور لم تتضح بشكل كامل بعد. وفي الحالتين يوجد نوع من الشعور الذي يمكن - مع تركيز الانتباه وبذل الجهد - أن يتضح شيئا فشيئا، سواء بالنسبة لتذكر ما سقط في الأعماق، أو استشراف ما لم يحدث بعد.
ويحمل ما قبل الوعي معنيين، أولهما هو اللاوعي بالمعنى الفرويدي، أي المكبوت أو المنسي، كما يعبر عن ذلك الحلم الذي يراه النائم أثناء الليل وما فيه من نكوص إلى الماضي وتوقف الوعي
No-Longer-Conscious . وثانيهما هو الوعي بال «ليس-بعد» الذي يعنيه بلوخ ويختلف اختلافا كليا عن اللاوعي الفرويدي. إنه الوعي بشيء ما جديد لم يأت بعد، وحلم اليقظة يشير إلى هذا التحديد الحاسم للوعي بال «ليس-بعد» أو بمعنى آخر بالوعي بالمستقبل. فهو المجال الفعلي لتفتح الجديد. والوعي بال «ليس-بعد» هو نموذج للوعي بشيء ما يرجح حدوثه بناء على شروط ذاتية وموضوعية محددة.
31
إن ما يقصد بما قبل الوعي أو بما لم يتم الوعي به شيء مختلف تمام الاختلاف، فهو يدور على مستوى فلسفي (معرفي وأنطولوجي) يتصل أوثق اتصال بفلسفة بلوخ وأفكاره المركزية عن اليوتوبيا والأمل والمستقبل وتوقع ما لم يأت بعد وينبغي أن يأتي. بل إنه ليتعارض تعارضا تاما مع نفس المفهوم في التحليل النفسي لفرويد وفي علم النفس التحليلي ليونج اللذين يهتمان قبل كل شيء بالماضي المترسب في باطن الفرد أو باطن الجماعة. أضف إلى هذا أن الكلام عما يسبق الوعي لا ينفصل عن الكلام عما «لم يوجد بعد»، وكلاهما متكامل ومتحد مع فلسفة بلوخ الجدلية التي لا تتوقف عن استشراف آفاق المستقبل والأمل في غد أفضل.
ناپیژندل شوی مخ