امل او يوتوپيا په ارنست بلوخ فلسفه کې
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
ژانرونه
ومقولة الإمكان كمقولة معرفية لها طبقات أو مستويات متعددة تعكس درجات المعرفة. فالعالم الطبيعي ينطوي على إمكانات هائلة ما زالت في حالة كمون، وعلى الإنسان أن يفجر هذه الإمكانات. ويفرق بلوخ هنا بين الممكن الواقعي والممكن الموضوعي، فالممكن الواقعي هو الممكن الذي لم تكتمل شروطه لكي يصبح ممكنا موضوعيا. أما الممكن الموضوعي فهو الذي تتوافر معرفة شروطه، وهو الممكن المتوقع بشكل علمي، وكلاهما لا يكتمل بدون الآخر، لأن الواقع لم يتحدد بعد بشكل كامل، بل يتضمن إمكانيات مفتوحة في شكل صيرورة متجددة دائما؛ مما يدل على أن الواقع الفعلي لا يرفض اليوتوبيا.
80 (3) ما قبل الظهور
pre-appearance
يرى بلوخ أن الخيال، أو المخيلة الخلاقة، وسيلة معرفية لرسم المستقبل. لذلك لم يكن من قبيل المصادفة أن يتناول الأعمال الفنية على اختلاف ألوانها وأشكالها، وإن يفتش عن نماذجه الحية بين الأساطير والحكايات والأشعار وغيرها من صور المخيلة التي تجسد ما لم يوجد بعد أو توحي به. بذلك جعل للفن وكل أشكال الرموز والاستعارة والتشبيه والأسطورة ... إلخ مرتبة أنطولوجية رفيعة، فهي تضيف إلى العالم الواقعي معاني ودلالات تشارك في تكوينه وتوجيهه، بقدر ما تعبر عنه وتعكس مضامينه بطريقتها التصورية والموضوعية.
81
هكذا نجد أن المقولة «الأنطولوجية» المتعلقة بما لم يوجد بعد، تناظرها مقولة «وجدانية» في الوعي والشعور. وقد أطلق بلوخ على هذه المقولة تسمية تصعب ترجمتها وإن كان يمكن أن نطلق عليها اسم «ما قبل-الظهور» فكل الأعمال الفنية الكبيرة (كالهرم الأكبر أو لحن الهاليلويا لهيندل ...) تدل بوجودها نفسه في عالمنا الأرضي دلالة مسبقة على وجود آخر لم يتم ولم يستوعبه الوعي بعد (على الخلود وراء الموت في الحالة الأولى وعلى مملكة الرب في الحالة الثانية، وكلاهما في الحقيقة «شفرة» لها دلالتها على النعيم المأمول والسعادة المرتقبة). وفي هذا دليل على أن الفن والدين يتخطيان الحاجز الذي يفصل الإنسان عما لم يتحقق في الوعي، فهما (أي الدين والفن) مظهران سابقان للمتحقق أو هما بمثابة الفجر الذي يبشر ببزوغ الصباح.
ومن الواضح أن كلمة «الظهور» أو المظهر في تسمية هذه المقولة لا توحي بالمعنى الجمالي أو الأخلاقي الذي انحدر إلينا من التراث الأفلاطوني، وجعل المظهر الحسي هو الوجه الفاسد والزائف المقابل للحقيقة الخالدة الصادقة، كما أنها بعيدة عن المعنى الذي جعل بعض الحسيين والظاهريين يؤكدون أن الموجود ليس إلا مجموع مظاهره، أو الذي أغرى بعض علماء النفس الاجتماعي والحضاري وفلاسفة الوجود بالتفرقة بين أن «نكون» وأن «نظهر» أي بين الوجود الذاتي الأصيل والوجود الزائف مثل إريك فروم وهيدجر.
82
فالواقع أن «الظهور» - من جهة الفعل اليوناني الأصلي المرتبط بالنور وما يظهره
phaino - لا يعني أكثر من التجلي بعد الخفاء، بحيث يخرج الموجود من ظلام اللامعروف وغير المدرك ويبدو أمام العين فنقول إنه «ظهر»، وليس هناك ما يدعو لوضع المظهر في مقابل الحقيقة، ما دام أن الحق نفسه (ومن لفظه اليوناني الأصلي وهي أليثيا
ناپیژندل شوی مخ