امل او يوتوپيا په ارنست بلوخ فلسفه کې
الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ
ژانرونه
لقد قدم بلوخ فينومينولوجيا ل «ليس-بعد» تماثل فينومينولوجيا الروح لهيجل. وإذا كانت هذه الأخيرة تدور في الحاضر الأبدي، فإن فينومينولوجيا بلوخ تدور في الواقع الفعلي، أي في ال «ليس-بعد» الموجود في جذور الواقع الفعلي الممتد إلى المستقبل. (2) الإمكان
سبق القول إن فلسفة بلوخ نسق مفتوح على المستقبل، ومع ذلك فإنه لم يتجاهل الماضي ولم يهمل الحاضر، بل رأى أن الماضي يحتوي على إرث ثقافي من الممكن الأخذ ببعض جوانبه. هذا الإرث الآتي من الماضي ينطوي على أمل لا تفتر طاقته، كما أن الفكر الماضي الذي نتصور عادة أنه قد مضى وذهب إلى غير عودة، هو في الحقيقة فكر لم يكتمل، وعلى كل عصر أن يكتشف ويطور ما فيه من إمكانات لم تتحقق بعد. وقد أخذ بلوخ من الموروث الثقافي مفهوم أرسطو عن الأنتيليخيا
77
وأسس عليه نظرية عن مقولة الإمكان، وهي إحدى مقولاته الهامة، بل هي ركيزة أساسية في فلسفته اليوتوبية.
وينتقد بلوخ النظريات التقليدية في المعرفة كنظرية التصور (عند الواقعيين) التي تقول بأن الحكم صورة مطابقة للواقع، أو نظرية الإنتاج التي تقول بأن الحكم إنتاج خالص للعقل البشري، ويرى أن النظريتين تتداخلان وتتفاعل كل منهما مع الأخرى بحيث تتمخض عن تفاعلهما نظرية مادية وتاريخية يمكن وصفها بأنها نظرية التقدم المتصل، هذا التقدم هو الذي يستعين به الإنسان الذي يقف في طليعة المستقبل أو المتجه إلى الأمام، ويتعرف على الشروط الضرورية لإمكان هذا التوجه، ويوائم بين الفكر الجدلي المتقدم للأمام وبين النزوع الكامن في العالم نحو إنتاج أشكال جديدة وأنحاء متجددة للوجود.
78
ومن الطبيعي أن تكون تصورات هذا الفكر الجدلي (أو مفاهيمه) مختلفة عن تصورات المنطق التقليدي وألا تخضع في تكوينها لقواعده وقوانينه. وما دام الوجود في حركة مستمرة فلا بد أن تكون الأحكام العامة عن أسلوب الوجود متحركة كذلك، ولا بد من البحث عن التصورات (أو المفاهيم) وهي في حالة النشوء والتكون. بذلك يتغير التسلسل التقليدي الذي يسير من التصور إلى الحكم إلى النتيجة، إلى تسلسل آخر مرن يبدأ من الشيء في حالة الإمساك به بغير تحديد (وهو ما يسميه بالكلمة الألمانية
Ergriff ) ليسير إلى الحكم فالتصور - أو المفهوم
Begriff - فالنتيجة، ومن ثم يكون ذلك الشيء غير المحدد سابقا للحكم، أي يكون مرحلة سابقة وممهدة للموضوع الذي نتصوره ونحدده بإسناد المحمول إليه، أي أن الشيء غير المحدد الذي نبدأ منه يفترض أنه متضمن في الموضوع، ثم يأتي الحكم فيحدده ويجعل منه تصورا (أو مفهوما) عن طريق الحمل، وهذا التحديد حكم يربط الموضوع الذي نسعى لتحديده بالمحمول الذي يحدده.
79
ناپیژندل شوی مخ