وقال عبد الحميد لسلامة: هل ستتكلم أنت أم أتكلم أنا يا شيخ سلامة؟ - يقولون إن الحياء في العين، وأنت والحمد لله لا ترى، ما المانع أن تتكلم أنت؟
وقالت قمر: هل الكلام خطير إلى هذه الدرجة، فليتكلم أي واحد منكما.
وقال الشيخ عبد الحميد: لا حياء في الدين يا سلامة، وعلى كل حال أعفيتك فأنا أعرف أنك نذل عند الحاجة إليك، اسمعي يا ست قمر.
وجف حلقه فسكت وصاح سلامة: الشيخ عبد الحميد يريدك زوجة له.
وساد الصمت طبعا، وهل يتزوجني إلا أعمى، أنا أعرف هذا في نفسي، ولو أن الآمال كانت تطوف بخاطري أحيانا مثل أي بنت، إلا أنها عشم إبليس في الجنة. أنت الآن مخيرة ليس في رفض عبد الحميد أو قبوله، إنما أنت مخيرة بين الزواج أو عدم الزواج إلى الأبد، ولكن في الزواج ستر، ولعله يريحني من خدمة البيوت، وتخلجت شفتاها بعد إطباق طويل لتقول: وماله، الشيخ عبد الحميد رجل طيب، وأهلا به على كل حال. - إذن موافقة؟ - لي بعض أسئلة. - اسألي ما شئت. - هل ستجعلني أخدم في البيوت كما أفعل الآن؟ - أهذا كلام، أتكونين زوجة لرجل يحمل كلام الله، وتخدمين في البيوت! - أطال الله عمرك، ويا ترى هل ستدفع مهرا؟ - يا سبحان الله، طبعا، والمهر الذي تحددينه.
وصمتت قمر ثانية، الآن أستطيع أن أكون مثل الأخريات، وأسمي المهر الذي أريده على الأقل لأعرف إن كان متمسكا بي، أم هي زيجة والسلام، وله أن يماكسني، فإذا فعل أقبل ما يعرضه، وتخلجت شفتاها مرة أخرى لتقول: ثلاثمائة جنيه. - مهرك ثلاثمائة جنيه مقدما، ومثلها في المؤخر. - على بركة الله.
وقال سلامة: نقرأ الفاتحة؟
وقالت قمر: نقرأها.
وقرءوا الفاتحة، ثم قالت قمر: متى تريد أن يتم الزواج؟ - إن كان الأمر متوقفا على إرادتي، فأنا أريد الآن، وسلامة يحضر الشيخ عمران والشاهد الثاني. - وأنا أيضا أتمنى ذلك، إلا أنني وعدت الحاجة ليلى زوجة الشيخ عبد الفتاح ألا أتركها إلا بعد أن تتزوج بنتها نبوية. - من زردق؟ - اسم النبي حارسك. - وماله. - وأخشى أن أخلف وعدي. - تخشين من زردق طبعا. - مجرم، والقتل عنده مثل شرب الماء. - وماله يا ست قمر، أوفي بوعدك. - وأنا أيضا أريد أن أشتري جهازا مثل العرائس. - من حقك. توكلي على الله.
وقال سلامة: مبروك يا شيخ عبد الحميد، مبرك يا قمر، زواج خير إن شاء الله.
ناپیژندل شوی مخ