التوسط والاقتصاد
التوسط والاقتصاد
خپرندوی
دار ابن القيم للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
د خپرونکي ځای
الدمام
ژانرونه
ـ[التوسط والاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول أو العمل أو الاعتقاد]ـ
المؤلف: علوي بن عبد القادر السَّقَّاف
الناشر: دار ابن القيم للنشر والتوزيع - الدمام
الطبعة:الأولى، ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
التوسطُ والاقتصادُ في أن الكُفرَ يكونُ بالقولِ أو العملِ أو الاعتقادِ «رسالة في المكفرات القولية والعملية من خلال أقوال العلماء» بقلم علوي بن عبد القادر السَّقَّاف قرأها وقرَّظها وأوصى بطبعها ونشرها الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز (يرحمه الله)
التوسطُ والاقتصادُ في أن الكُفرَ يكونُ بالقولِ أو العملِ أو الاعتقادِ «رسالة في المكفرات القولية والعملية من خلال أقوال العلماء» بقلم علوي بن عبد القادر السَّقَّاف قرأها وقرَّظها وأوصى بطبعها ونشرها الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز (يرحمه الله)
ناپیژندل شوی مخ
بين يدي الكتاب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين. أما بعد:
فقد كنت فرغتُ من هذا الكتاب قبل سنة تقريبا وأرسلت نُسخًا منه لعدد من العلماء وطلاب العلم وفي مقدمتهم الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز - يرحمه الله - كما أرسلت لبقية أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - بالسعودية -:
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ عبد الله الغديان والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبوزيد، كما أرسلت نسخًا للشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد الله بن جبرين والشيخ عبد الرحمن البراك وغيرهم من العلماء وطلبة العلم لأخذ ملاحظاتهم وتصويباتهم، وقد تجاوب أكثرهم مع الكتاب وجاءتني منهم تعليقاتٌ وإضافاتٌ زادت الكتاب قوة، فمنهم من علَّق على النسخة نفسها وأعادها إليَّ، ومنهم من أرسل تعليقاته عبر جهاز الفاكس، ومنهم من أرسل مع تعليقاته تقريظًا للكتاب، وقد نصحني كثير منهم بالتعجيل بطبعه لينتفع به المسلمون، لكنِّي آثرت الانتظار حتى تصلني ملاحظات الشيخ عبد العزيز يرحمه الله، وفي هذه الفترة أعدت صف الكتاب بعد الأخذ بكثير من الآراء التي وصلتني وأرسلت إلى الشيخ النسخة المعدَّلة، وعلمت بعد ذلك أن الكتاب وصل إليه وأنه أمر بأن يُقرأ عليه وأخبرني من كان يقرأه عليه - جزاه الله خيرًا - أنه قد أنجز معه الثلث وأن الشيخَ مسرورٌ به، فحمدت الله على ذلك، وما هي إلا أيام حتى صُعِقْنا بنبأ وفاة الشيخ أسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، ثم وبعد ثلاثة أسابيع وصلني خطابٌ من مدير عام مكتب المفتي العام متضمنا تقريظ الشيخ للكتاب ومعه الكتاب نفسه وعليه تعليق واحد وتصويبات لأخطاء مطبعية.
المقدمة / 1
الفرق بين هذه النسخة والنسخة التي اطلع عليها الشيخ:
١- كان عنوان الكتاب " المكفرات القولية والعملية من خلال أقوال العلماء " فاقترح بعض الفضلاء تغيير العنوان بما يفيد أن المقصود بالمكفرات، الأقوال والأعمال المُخرِجة من الملة وليست مكفرات الذنوب فجعلت العنوان " التوسطُ والاقتصادُ في أن الكُفرَ يكون بالقول أو العملِ أو الاعتقادِ ".
٢- زيادة في المقدمة من قولي (ص١١): فإنه من المقطوع به ... إلى قولي (ص١٣): هذا وقد ترددت في الآونة الأخيرة ... وذلك أخذا بقول من أشار عليَّ أنه يحسن البدء بتقرير معتقد أهل السنة والجماعة في الإيمان والكفر قبل الخوض في المسألة.
٣- حذفت من كلام صاحب الفروع (ابن مفلح) من قوله: وقال في الترغيب ... إلى آخره كما أشار الشيخ.
٤- حذفت كلام الدسوقي كلَّه كما أشار الشيخ.
٥- أضفت كلام ابن بلبان (ص٩٩) مكان كلام الدسوقي رغم أنه حسب الترتيب الزمني ليس هذا موضعه لكن للحفاظ على ترتيب الصفحات.
٦- أضفت (ص٩٧) تعليقًا للشيخ ﵀ على كلام البجيرمي.
أما ما عدا ذلك فكلُّ ما في الكتاب فقد قُرئ على الشيخ وأقره وأثنى عليه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
المؤلف
حُرِّرَ في ٢٣/٢/١٤٢٠هـ
المقدمة / 2
خطاب مكتب المفتي العام
المملكة العربية السعودية
رئاسة إدارة البحوث العلمية والافتاء
مكتب المفتي العام
حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف وفقه الله لما فيه رضاه آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد.
فإشارة إلى رسالتك الموجهة إلى سماحة الوالد المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز ﵀ المشفوع بها كتابك المسمى المكفرات القولية والعملية من خلال أقوال العلماء.
أفيدك أنه قد تم عرض رسالتك وكتابك على سماحته في حياته وقد أملى جوابًا لكم ما نصه (فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ بدون. وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق واطلعت على الرسالة المرفقة التي كتبتم في المكفرات القولية والعملية. وقد قرأتها كلها فألفيتها رسالة قيمة مفيدة يحسن طبعها ونشرها ليستفيد منها المسلمون بعد حذف بعض ما نقلتم عن صاحب الفروع ابتداء من قوله وقال في الترغيب إلى آخره. وحذف ما نقلتم عن الدسوقي كله لما فيه من اللبس) فأرجو الإحاطة وأسأل الله لكم العون والتوفيق إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
مدير عام مكتب مفتي عام المملكة
د/ عبد الله بن حافظ الحكمي
1 / 4
المحتويات
مقدمة
١. التَّابعيُّ الجليل نافع مولى ابن عمر ﵁. ت:١١٧هـ
٢. الإمام سفيان بن عيينة. ت:١٩٨هـ
٣. الإمام محمّد بن إدريس الشافعيّ. ت: ٢٠٤هـ
٤. الإمام عبد الله بن الزّبير الحميديّ. ت:٢١٩هـ
٥. الإمام إسحاق بن راهويه المروزيّ. ت:٢٣٨هـ
٦. الإمام أبو ثور إبراهيم بن خالد. ت:٢٤٠هـ
٧. إمام أهل السُّنَّة أحمد بن حنبل. ت:٢٤١هـ
٨. فقيه المغرب محمد بن سحنون المالكي. ت:٢٦٥هـ
٩. إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.تك٣١٠هـ
١٠. الشيخ أبو الحسن عليُّ بن إسماعيل الأشعريّ. ت:٣٢٤هـ
١١. شيخ الحنابلة الحسن بن علي البربهاري. ت:٣٢٩هـ
١٢. أبو بكر أحمد بن عليٍّ الجصَّاص (الحنفيّ) . ت:٣٧٠هـ
١٣. الإمام أبو القاسم هبةُ الله بن الحسن اللالكائيّ. ت: ٤١٨هـ
١٤. محمد بن الوليد السمرقنديّ (الحنفيّ): كان حيًَّا سنة٤٥٠هـ
١٥. العلاَّمة أبو محمَّد عليُّ بن حزم (الظاهريّ) . ت:٤٥٦هـ
1 / 5
١٦. الحافظ يوسف بن عبد الله بن عبد البر (المالكي) . ت:٤٦٣هـ
١٧. إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجوَينيّ (الشافعيّ) ت:٤٧٨هـ
١٨. عليُّ بن محمَّد البزدَويّ (الحنفيّ) . ت:٤٨٢هـ
١٩. عمادُ الدِّين عليُّ بن محمَّد الكِيا الهرَّاسي (الشافعيّ) .ت:٥٠٤هـ
٢٠. القاضي أبو بكرٍ بن العربيّ (المالكيّ) . ت:٥٤٣هـ
٢١. القاضي عياض بن موسى (المالكيّ) . ت:٥٤٤هـ
٢٢. فخر الدِّين محمَّد بن عمر الرَّازيّ. ت:٥٤٤هـ
٢٣. علاء الدِّين مسعود بن أحمد الكاسانيّ (الحنفيّ) . ت:٥٨٧هـ
٢٤. فخر الدِّين حسن بن منصور الفرغان (الحنفيّ) . ت:٥٩٢هـ
٢٥. أبو الفرج عبد الرحمن بن عليٍّ ابن الجوزيّ. ت:٥٩٧هـ
٢٦. جلال الدِّين عبد الله بن نجم بن شاس (المالكيّ) . ت:٦١٦هـ
٢٧. برهان الدِّين محمود بن أحمد بن مازه (الحنفيّ) . ت:٦١٦هـ
٢٨. عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسيّ (الحنبليّ) . ت:٦٢٠هـ
٢٩. عثمان بن أبي بكرٍ المعروف بابن الحاجب (المالكيّ) .ت:٦٤٦هـ
٣٠. أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي. ت:٦٧١هـ
٣١. محيي الدين يحيى بن شرف النوويّ (الشافعيّ) . ت:٦٧٦هـ
٣٢. شهاب الدِّين أحمد بن إدريسٍ القرافيّ (المالكيّ) . ت:٦٨٤هـ
٣٣. شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيميَّة. ت: ٧٢٨هـ
٣٤. علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري (الحنفي) .ت:٧٣٠هـ
٣٥. عبيد الله بن مسعود المحبوبي البخاريّ (الحنفيّ) . ت:٧٤٧هـ
1 / 6
٣٦. زين الدين عمر بن مظفر الوردي (الشافعي) . ت:٧٤٩هـ
٣٧. الحافظ محمد بن أبي بكر ابن قيِّم الجوزيَّة. ت:٧٥١هـ
٣٨. تقيّ الدِّين عليُّ بن عبد الكافي السبكيّ (الشافعيّ) .ت:٧٥٦هـ
٣٧.محمَّد بن مفلح المقدسيّ (الحنبليّ) .ت:٧٦٣هـ
٣٩. الحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير. ت:٧٧٤هـ
٤٠. الشيخ خليل بن إسحاق (المالكيّ) . ت:٧٧٦هـ
٤١. محمَّد بن عبد الرحمن العثمانيّ (الشافعيّ) . ت: بعد ٧٨٠هـ
٤٢. عالم بن العلاء الأندربتي الدهلويّ (الحنفيّ) . ت:٧٨٦هـ
٤٣. سعد الدِّين مسعود بن عمر التفتازانيّ (الشافعيّ) . ت:٧٩٢هـ
٤٤. بدر الدين بن محمَّد بهادر الزَّركشيّ (الشافعيّ) . ت:٧٩٤هـ
٤٥. الحافظ عبد الرَّحمن بن أحمد ابن رجب (الحنبليّ) .ت:٧٩٥هـ
٤٦. برهان الدِّين إبراهيم بن فرحون اليعمري (المالكيّ) .ت:٧٩٩هـ
٤٧. محمَّد بن شهاب البزَّاز (الحنفيّ) . ت:٨٢٧هـ
٤٨. العلاَّمة محمّد بن المرتضى ابن الوزير الصنعانيّ. ت:٨٤٠هـ
٤٩. علاء الدِّين عليُّ بن خليل الطرابلسيّ (الحنفيّ) . ت:٨٤٤هـ
٥٠. الحافظ أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني. ت:٨٥٢هـ
٥١. كمال الدين ابن عبد الواحد ابن الهمام (الحنفيّ) . ت:٨٦١هـ
٥٢. جلال الدِّين محمَّد بن أحمد المحليّ (الشافعيّ) . ت:٨٦٤هـ
٥٣. محمَّد بن أحمد بن عماد الأقفهسي (الشافعيّ) . ت:٨٦٧هـ
٥٤. محمّد بن محمّد بن محمّد (ابن أمير الحاج) (الحنفيّ) .ت:٨٧٩هـ
1 / 7
٥٥. محمَّد بن أحمد المنهاجيّ الأسيوطيّ (الشافعيّ) . ت:٨٨٠هـ
٥٦. عليُّ بن سليمان المرداويّ (الحنبليّ) . ت:٨٨٥هـ
٥٧. محمد بن فراموز (مُنلاَّ خِسرو) (الحنفي) . ت:٨٨٥هـ
٥٨. أبو عبد الله محمّد بن قاسم الرصَّاع (المالكيّ) . ت:٨٩٤هـ
٥٩. محمَّد بن قاسم الغزِّي (الشافعيّ) . ت:٩١٨هـ
٦٠. زكريَّا بن محمَّد الأنصاريّ (الشافعيّ) . ت:٩٢٦هـ
٦١. محمَّد بن عبد الرَّحمن المغربيّ (المالكيّ) . ت:٩٥٤هـ
٦٢. شهاب الدِّين أحمد البرلُّسي (عميرة) (الشافعيّ) . ت:٩٥٧هـ
٦٣. زين الدِّين بن إبراهيم الشهير بابن نجيم (الحنفيّ) . ت:٩٧٠هـ
٦٤. محمَّد بن أحمد الفتوحي (ابن النجار) (الحنبليّ) . ت:٩٧٢هـ
٦٥. أحمد بن محمَّد بن حجر الهيتميّ (الشافعيّ) . ت:٩٧٣هـ
٦٦. محمَّد بن أحمد الخطيب الشربينيّ (الشافعيّ) . ت:٩٧٧هـ
٦٧. زين الدِّين بن عبد العزيز المليباري (الشافعيّ) . ت:٩٨٧هـ
٦٨. محمَّد عبد الرؤوف المناويّ (الشافعيّ) . ت:١٠٣١هـ
٦٩. مَرْعيّ بن يوسفٍ الكرميّ المقدسيّ (الحنبليّ) . ت:١٠٣٣هـ
٧٠. منصور بن يونس البَهْوَتيّ (الحنبليّ) . ت:١٠٥١هـ
٧١. أحمدُ بن أحمدَ شهاب الدِّين القليوبيّ (الشافعيّ) . ت:١٠٧٠هـ
٧٢. عبد الرَّحمن بن شيخي زاده داماد (الحنفيّ) . ت:١٠٧٨هـ
٧٣. أبو البقاء أيوب بن موسى الكفويّ (الحنفيّ) . ١٠٩٥هـ
٧٤. أحمد بن محمَّد الحسينيّ الحمَويّ (الحنفيّ) . ت:١٠٩٨هـ
1 / 8
٧٥. العلاَّمة صالح بن مَهْديّ المقبليّ. ت:١١٠٨هـ
٧٦. مجموعةٌ من علماء الهند الأحناف
٧٧. العلاَّمة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصَّنعانيّ. ت:١١٨٢هـ
٧٨. أحمد العَدَويّ أبو البركات (الدَّردير) (المالكيّ) . ت:١٢٠١هـ
٧٩. سليمان بن عمر العُجيليّ (الجمل) (الشافعيّ) . ت:١٢٠٤هـ
٨٠. الإمام المجدِّد محمَّد بن عبد الوهاب التميميّ. ت:١٢٠٦هـ
٨١. الشيخ محمَّد بن عليٍّ بن غريب. ت:١٢٠٩هـ
٨٢. سليمان بن محمَّد بن عمر البجيرميّ (الشافعيّ) . ت:١٢٢١هـ
٨٣. عبد الله بن حجازي (الشرقاويّ) (الشافعيّ) . ت:١٢٢٧هـ
٨٤. محمد بن بدر الدين بن بلبان. (الحنبلي) ت:١٠٨٣هـ
٨٥. سليمان بن عبد الله بن محمّد بن عبد الوهَّاب. ت:١٢٣٣هـ
٨٦. مصطفى بن سعد بن عبدَة الرُّحيبانيّ (الحنبليّ) . ت:١٢٤٣هـ
٨٧. الإمام عبدُ الله بن محمَّد بن عبد الوهَّاب. ت:١٢٤٤هـ
٨٨. العلاَّمة محمَّد بن عليٍّ الشَّوكانيّ. ت:١٢٥٠هـ
٨٩. محمَّد أمين ابن عابدين (الحنفيّ) . ت:١٢٥٢هـ
٩٠. شهاب الدِّين محمود بن عبد الله الآلوسي. ت:١٢٧٠هـ
٩١. إبراهيم بن محمَّد بن أحمد البيجوريّ (الشافعيّ) . ت:١٢٧٧هـ
٩٢. الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحمن أبابطين. ت:١٢٨٢هـ
٩٣. عبد الرَّحمن بن حسن بن محمَّد بن عبد الوهّاب. ت:١٢٨٥هـ
٩٤. محمَّد بن أحمد المعروف بالشيخ عليش (المالكيّ) .ت: ١٢٩٩هـ
1 / 9
٩٥. الشيخ حمد بن عليٍّ بن عتيق. ت:١٣٠١هـ
٩٦. أحد علماء الدعوة النجديَّة
٩٧. عثمان بن محمد شطا البكريّ (الشافعيّ) . ت:١٣٠٢هـ
٩٨. العلاَّمة صدِّيق حسن خان القنوجي. ت:١٣٠٧هـ
٩٩. الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى السديريّ. ت:١٣٢٩هـ
١٠٠. علامة الشَّام محمَّد جمال الدِّين القاسميّ. ت:١٣٣٢هـ
١٠١. محمَّد أنور شاه الكشميريّ.ت: ١٣٥٢هـ
١٠٢. إبراهيم بن محمَّد بن ضويان (الحنبليّ) . ت:١٣٥٣هـ
١٠٣. السيد محمَّد رشيد رضا. ت:١٣٥٤هـ
١٠٤. العلاَّمة عبد الرَّحمن بن ناصر بن سعديّ. ت:١٣٧٦هـ
١٠٥. الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي. ت:١٣٧٧هـ
١٠٦. الشيخ محمّد بن إبراهيم آل الشيخ. ت:١٣٨٩هـ
١٠٧. العلاَّمة محمَّد الأمين الشنقيطي. ت:١٣٩٣هـ
١٠٨. اللجنة الدائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء (بالسعودية)
١٠٩. الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز (وُلد عام:١٣٣٠هـ)
١١٠. الشيخ محمَّد بن صالح بن عثيمين (وُلد عام: ١٣٤٧هـ)
١١١. الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحمن الجبرين (وُلد عام:١٣٤٩هـ)
١١٢. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (وُلد عام: ١٣٥٤هـ)
١١٣. الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (وُلد عام: ١٣٦٤هـ)
١١٤. "الموسوعة الفقهيَّة الكويتيَّة"
1 / 10
مقدمة
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، مَن يهدهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ ألاَّ إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه؛ أمَّا بعد:
فإنه من المقطوع به عند أهل السنةِ والجماعةِ أنَّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ (١) يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وتارة يقولون: الإيمان: قولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان (الجوارح)، واعتقادٌ بالجَنان (القلب)،وتارة يقولون: قولٌ وعملٌ ونِيَّةٌ،ولهم عباراتٌ لا تختلف عن هذه في معناها، وقد حكى غيرُ واحدٍ إجماعَ الصحابة والتابعين والفقهاء والمحدثين على ذلك، ومن هؤلاء الشافعي (٢) والبغوي (٣)
_________
(١) قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح.
(٢) قال ابن تيمية في كتاب "الإيمان" (ص٢٩٢): «قال الشافعى رضى الله عنه في كتاب الأم فى باب النية فى الصلاة ... وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر» قلت:لم يرد هذا النقل في كتاب الأم المطبوع فليُستدرك من هنا.
(٣) قال في "شرح السنة" (ص٣٨): «اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان، ... وقالوا: إن الإيمان قول وعمل وعقيدة ...»
1 / 11
وابن عبد البر (١) وغيرهم. بل أصبح هذا مما يميزهم عن أهل البدع.
كما أنَّه من المقطوعِ به عندهم أنَّ من الأقوالِ والأعمالِ ما هو كفرٌ أكبر يُخرج من الملة، وقد حكى غيرُ واحدٍ الإجماع على أنَّ سبَّ اللهِ ورسولِه كفرٌ مخرج من الملة، ومن هؤلاء: الإمام إسحاق بن راهوية ومحمد بن سحنون (٢) وغيرهما. فظنَّ بعض الناس أنَّ الكفرَ العمليَّ لا يخرج صاحبه من الإسلام وأنَّ سبَّ الله ورسوله مستثنى من ذلك (٣)،
وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة. بل حكى غيرُ واحدٍ الإجماع على أنَّ الكفرَ يكون
_________
(١) قال في التمهيد (٩/٢٨): «أجمع أهل الفقه والحديث على أنَّ الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنيَّة ...»
(٢) انظر النقولات عنهم من هذا الكتاب.
(٣) سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية (٢/٣٤) السئوال التالي: «اعتبارهم تاركَ الصَّلاة كافرًا كفرًا عمليًا والكفر العمليُّ لا يخرِجُ صاحبَه من المِلَّة إلاَّ ما استثنَوْه من سبِّ الله تعالى وما شابهه فهل تارك الصلاة مستثنىً وما وجه الاستثناء؟
فأجابت: ليس كلُّ كفرٍ عمليٍّ لا يخرج من ملَّة الإسلام، بل بعضه يخرج من ملَّة الإسلام»
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز كما في مجلة الفرقان الكويتية، العدد (٩٤): «الذَّبحُ لغيرِ الله، والسُّجود لغير الله،كفرٌ عمليٌّ مُخرجٌ من الملَّة، وهكذا لو صلَّى لغير الله أو سجد لغيره سبحانه، فإنَّه يكفر كفرًا عمليًَّا أكبر- والعياذ بالله - وهكذا إذا سبَّ الدِّين، أو سبَّ الرَّسول، أو استهزأ بالله ورسوله، فإنَّ ذلك كفرٌ عمليٌّ أكبر عند جميع أهل السُّنَّة والجماعة»
لذا قال الشيخ حافظ الحكمي في "أعلام السنة النشورة" (ص١٨٢) " «نحن لم نعرِّف الكفر الأصغر بالعمليِّ مطلقًا، بل بالعمليِّ المحض الذي لم يستلزم الاعتقادَ ولم يناقض قولَ القلبِ ولا عملَه»
1 / 12
بالقولِ أو الفعلِ أو الإعتقادِ، ومن هؤلاء: العلاَّمة ابن حزم (١) والشيخ سليمان آل الشيخ (٢) والشيخ عبد الله أبابطين (٣) والشيخ محمد بن ابراهيم (٤)، فسقطت دعوى الاستثناء والحمد لله، ومن فرَّق بين سبِّ الله أو رسوله وبين أي قولٍ أو عملٍ أجمع المسلمون أنه كفر كالذبح لغير الله أو السجود لصنمٍ أو نحو ذلك فعليه الدليل. فلا يظنُّ ظانٌ أَنَّ في المسألة خلافًا يجعل المسألة من مسائل الخلاف والاجتهاد، إذ لا يستطيع أحدٌ أَنْ يحكي عن واحدٍ من علماء أهل السنة والجماعة خلاف ذلك البتَّةَ.
هذا وقد تردَّدت في الآونة الأخيرة مسألة التَّكفير بالقول والعمل، وزعم بعضُهم أنَّه لا يكفُر إلاَّ من اعتقد الكفر، أمَّا من تلفَّظ به أو عمل ما هو كفرٌ صراحةً فلا يكفر؛ إذ الكفر هو
_________
(١) قال في "الفِصَل" (٣/٢٤٥) . «بقي من أظهر الكفر: لا قارئًا ولا شاهدًا، ولا حاكيًا ولا مكرهًا على وجوب الكفر له بإجماع الأمَّة على الحكم له بحكم الكفر وبحكم رسول الله؟ بذلك، وبنصِّ القرآن على من قال كلمة الكفر إِنَّه كافرٌ»
(٢) قال في "الدلائل" (ص٣٠): «أجمع العلماء على أَنَّ من تكلَّم بالكفر هازِلًا أَنَّه يكفر. فكيف بمن أظهر الكفرَ خوفًا وطمعًا في الدُّنيا؟ ! ...»
(٣) قال كما في "مجموعة الرسائل والمسائل" (١/٦٥٩): «والمرتدُّ هو الذي يكفر بعدَ إسلامه بكلامٍ أو اعتقادٍ أو فعلٍ أو شكٍّ وهو قبل ذلك يتلفَّظ بالشَّهادتين ويصلي ويصوم، فإذا أتى بشيءٍ مما ذكروه صار مرتدًَّا مع كونه يتكلَّم بالشَّهادتين ويصلي ويصوم ولا يمنعه تكلُّمه بالشَّهادتين وصلاته وصومه عن الحكم عليه بالرِّدَّة، وهذا ظاهرٌ بالأدلَّة من الكتابِ والسُّنَّة والإجماع»
(٤) قال في شرحه لكشف الشبهات (ص١٠٢): «فهذا المذكور في هذا الباب إجماع منهم أنه يخرج من الملة ولو معه الشهادتان، لأجل اعتقادٍ واحد أو عملٍ واحد أو قولٍ واحد، يكفي بإجماع أهل العلم لا يختلفون فيه»
1 / 13
الاعتقاد فقط - وهذا هو مذهب المرجئة المذموم ـ، مستدلِّين بتقسيم بعض العلماء الكفر إلى عمليٍّ واعتقاديٍّ، وأنَّ الأول كفرٌ أصغرُ والثاني كفرٌ أكبرُ، دون تفريقٍ بين الكفر العمليِّ الذي يعنيه العلماء والكفر بالعمل أو الأعمال المكفِّرة.
ومن هنا نشأت شبهة أخرى وهي أنَّ المرء لو عمل عملًا كفريًَّا، كالسُّجود لصنمٍ أو صليبٍ، أو قال قولًا كفريًّا،كَسَبِّ الله ورسوله، أو استهزأ بآيات الله لشهوةٍ أو غرضٍ دنيويٍ فإنَّه لا يكفُر ما لم يعتقد؛ فعدُّوا ذلك مانعًا من موانع التَّكفير، والذي عليه علماء أهل السنة والجماعة أنَّ موانع التكفير أربعة: «الجهل، والخطأ، والتأويل أو الشبهة، والإكراه»، فمن وقع في كفرٍ عملًا أو قولًا ثم أقيمت عليه الحجة وبُيِّن له أنَّ هذا كفرٌ يخُرج من الملة فأصَرَّ على فعله طائعًا غير مُكْرَهٍ، متعمّدًا غير مخطىءٍ ولا متأوّلٍ فإنَّه يكفر ولو كان الدافع لذلك الشهوة أو أيّ غرضٍ دنيويٍّ، وهذا ما عليه أهل الحق وعليه ظاهرين إلى قيام الساعة إن شاء الله.
ولما رأيتُ بعضَهم يستشهد بأقوالٍ محتملةٍ لبعض العلماء، نشطْتُ لجمع جملةٍ من أقوالهم في هذه المسألة. فتحصل لي منها مئات الأقوال لأكثر من مئةِ عالم، نقل بعضهم الإجماع كما تقدم.
1 / 14
وهنا لابدّ من توضيحِ أمورٍ تتعلَّق بمنهج الكتاب:
أولًا:مجمَل أقوالِ العلماءِ التي جمعتُها تنحصر في خمس عباراتٍ:
١- أنَّ الكفرَ يكون بالقول أو الفعل. فلم يقيّدوه بالاعتقادِ (١) .
٢- أنَّ الكفرَ يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد. فغايروا بينها (٢) .
٣- أنَّ الكفرَ يكون بالقول أو الفعل ولو لم يُعْتَقَد، فنصُّوا على عدمِ شرطيَّةِ الاعتقاد (٣) .
_________
(١) ومن هؤلاء: نافع مولى ابن عمر، الشافعيّ، إسحاق بن راهويه، محمد بن سحنون، ابن جرير الطبريّ، أبو الحسن الأشعريّ، البربهاريّ، الجصّاص، ابن عبد البرّ، الجوينيّ،البزدويّ، إلكيا الهرَّاسيّ، ابن العربيّ، الرازيّ، الكاسانيّ، الفرغان صاحب فتاوى قاضيخان،ابن الجوزيّ، القرطبيّ، القرافيّ، ابن القيّم، ابن مفلح، ابن رجب، البزاز صاحب الفتاوى البزازية، ابن حجر العسقلانيّ، المرداويّ، الحمويّ، العدويّ، الشوكانيّ، رشيد رضا، الحكميّ، الشنقيطي.
(٢) ومن هؤلاء: ابن شاس، ابن قدامة، ابن الحاجب، الوردي، السبكيّ، خليل بن إسحاق، العثمانيّ، ابن فرحون، الطرابلسيّ، المحلّي، الأقفهسيّ، الرصَّاع، ابن قاسم الغزيّ، زكريّا الأنصاريّ، ابن النجّار، المليباريّ، المناويّ، مرعيّ بن يوسف، البهوتيّ، محمد بن غريب، البجيرميّ، الدسوقيّ، عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، البكريّ، القنوجيّ، أحمد بن عيسى، ابن ضويان، ابن سعديّ، اللجنة الدائمة للإفتاء، بكر أبو زيد.
(٣) ومن هؤلاء: أبو ثور، السمرقنديّ، ابن حزم، القاضي عياض، ابن مازه، النوويّ، ابن تيميّة، علاء الدين البخاريّ، المحبوبيّ، الأندربتي الدهلويّ، التفتازانيّ، الزركشيّ، ابن الوزير، ابن الهمّام، المنهاجيّ الأسيوطيّ، الأقفهسيّ، ابن أمير الحاج، منلا خسرو، عميرة، ابن نجيم، الهيتميّ، الخطيب الشربينيّ، القليوبيّ، زاده داماد، الكفويّ، المقبليّ، الصنعانيّ، الجمل، محمد بن عبد الوهّاب، الشرقاويّ، الرحيبانيّ، عبد الله بن محمد بن عبد الوهّاب، ابن عابدين، البيجوريّ، أبابطين، عليش، حمد بن عتيق، جمال الدين القاسميّ، الألوسيّ، الكشميريّ، محمد بن إبراهيم، ابن عثيمين، ابن جبرين، الفوزان، بكر أبو زيد، الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة.ومن ألفاظهم: ولو لم يعتقد، وإن لم يعتقد، ولا معتقدٍ له، من غير اعتقادٍ له،وسواء اعتقدوه أو لم يعتقدوه، سواء (لا فرق) صدر (قاله) عن اعتقاد أو عناد أو..، سواء كان يعتقد أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، ولا ينفعه ما في قلبه، وإن كان قلبه مطمئنًا بالإيمان، جادًّا أو هازلًا (لاعبًا) (مازحًا)، الردّ على من قال أن مبنى الرّدّة على الاعتقاد، الردّ على من قال لا يكفر حتى يعتقد. إلى غير ذلك من الألفاظ.
1 / 15
٤ـ أنَّ الكفرَ يكون بالقول والفعل ولو لحظٍّ من حظوظِ الدُّنيا (١) .
٥ـ ردودٌ أو إنكارٌ على الجهميّة والمرجئة الذين يشترطونَ الاعتقاد أو الاستحلال (٢) .
ومن تأمَّل هذه العبارات يجد أن مؤدَّاها واحدٌ وإنْ كان بعضُها أصرح من بعضٍ في بيان المقصود.
_________
(١) وممن صرَّح بذلك: ابن تيميّة، ابن كثير، محمد بن عبد الرحمن المغربيّ، المقبليّ، محمّد بن عبد الوهّاب، سليمان بن عبد الله آل الشيخ، حمد بن عتيق، محمّد بن إبراهيم، الفوزان. ومن ألفاظهم: وإن كان سببه حبّ الدّنيا على الآخرة، بسبب إيثار الدّنيا لا بسبب العقيدة،طمعًا في الدّنيا، من أجل التّجارة، خوفًا من نقصِ مال، مدارة لأحد، أو لغير ذلك من الأغراض، سببه حظًّا من حظوظ الدّنيا، من أجل ماله أو بلده أو أهله، سببه قوة الشهوة. إلى غير ذلك من الألفاظ.
(٢) ومن هؤلاء: ابن عيينة، الشافعيّ، الحميديّ، أحمد بن حنبل، ابن حزم، ابن تيميّة، الفوزان.
1 / 16
ثانيًا: نقلْتُ أقوال بعض فقهاء المذاهب من الأشاعرة والماتريديَّة ممَّن خالطهم شيءٌ من الإرجاء لأنَّ ذلك أبلغ في الاستشهاد وإن كان قدوتنا علماء السُّنَّة القائلين بأن الإيمان قولٌ وعملٌ.
ثالثًا: رتَّبْتُ العلماءَ على حسب وَفَيَاتِهم، والأحياءَ منهم على حسب ولادَتِهم.
فكان منهم:
١ - أئمةٌ أعلامٌ من القرون الأولى أمثال: نافع مولى ابن عمر، وابن عيينة، والشافعيّ، والحميديّ، وإسحاق، وأبو ثور، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن سحنون، وابن جرير الطبريّ، وأبو الحسن الأشعريّ، والبربهاري.
٢ - ومنهم مفسِّرون أوردْتُ كلامَهم عند تفسيرهم لبعض الآيات. مثل: الجصّاص، وإلكِيا الهرَّاسي،وابن العربي،والرّازي، وابن الجوزي، والقرطبي، وابن كثير، والقاسمي، والألوسي.
٣ - ومنهم علماءُ مجتهدون: كابن حزم (الظاهري)، وابن عبد البرِّ (المالكيّ)، والنوويّ (الشافعيّ)، وابن تيميّة (الحنبليّ)، وابن القيِّم (الحنبليّ)، وابن الوزير، وابن حجر العسقلانيّ (الشافعيّ)، والمقبليّ، والصنعانيّ، والشوكانيّ، وصِدِّيق خان.
٤ - ومنهم فقهاءُ مذاهبٍ لا يسلم كثيرٌ منهم من شيء من الإرجاءِ.
1 / 17
فمن الحنفيَّة: السمرقنديِّ، والبزدويِّ، والكاسانيِّ، وابن مازه، والبزَّاز، وابن الهُمام، وابن أمير الحاج،، وابن نجيم، والكفَويِّ، وابن عابدين. وغيرهم.
ومن المالكيَّة: القاضي عِياض، وابن شاس، وابن الحاجب، والقرافيِّ، وخليل بن إسحاق،وابن قاسم الرصَّاع، والعَدويِّ الشهير بالدردير، والدسوقيِّ، والشيخ عليش، وغيرهم ممَّن تقدم من المفسِّرين كابن العربي والقرطبيِّ.
ومن الشافعيّة:إمام الحرمين الجُوَينيِّ، والسُّبكيِّ، وجلال الدين المحليِّ، ومحمد بن قاسم الغَزِّيِّ، وزكريَّا الأنصاريِّ، وعميرة، وابن حجر الهيتَميِّ، والشربينيِّ، والقليوبيِّ،والعُجيليِّ المشهور بالجمل، والبجيرميِّ، والشرقاويِّ، والبيجوريِّ، والبكريِّ. وغيرهم.
ومن الحنابلة: ابن قُدامة، وابن مفلح، وابن رجب، والمرداوي، وابن النجار، والكرميِّ، والبهوتيِّ، والرحيبانيِّ، وابن ضويان،وغيرهم.
٥ - ومنهم طائفة من علماء الدَّعوة النجديَّة: كالإمام محمّد بن عبد الوهاب وابنه عبد الله وحفيداه سليمان بن عبد الله وعبد الرَّحمن بن حسن، ومحمد بن غريب، وأبابطين، وحمد بن عتيق، وأحمد بن عيسى.
٦ - ومنهم معاصِرون: كأنور شاه الكشميريِّ، ورشيد رضا، والسعديِّ، والحكميِّ، ومحمد بن إبراهيم، والشنقيطيِّ.
1 / 18
ومن الأحياء: ابن باز، وابن عثيمين، وابن جبرين، والفوزان، وبكر أبوزيد.
ومن أعضاء اللجنة الدائمة في السعودية غير من ذُكر: العفيفي، وآل الشيخ،وابن قعود.
رابعًا: آثرت أن أبقي كلام من نقلت عنهم كما هو ولم أعلِّق عليه إلا تعليقاتٍ يسيرةٍ وذلك لوضوح كلامهم وجلائه.
خامسًا: لم أنقل كلام العلماءِ المتعلِّق بتكفيرِ تاركِ الصَّلاة، وهم جمهور أصحاب الحديث، علمًا أنَّها أقوالٌ كثيرةٌ جدًا مبثوثةٌ في كتب السَّلَف؛ وذلك لأَنَّها مسألة اختلف فيها أصحاب الحديث (١) . ولكن هاهنا مسألةٌ مهمَّةٌ، وهي أَنَّ أصحاب الحديث الذين لم يكفِّروا تاركَ الصَّلاة؛ لا يعنون أَنَّ الصَّلاةَ عملٌ والعمل
_________
(١) قال الإمام محمد بن نصر المروزيّ في "تعظيم قدر الصلاة" (٢/٩٢٥-٩٣٦): «ذكرنا الأخبار المروية عن النبي؟ في إكفار تاركها، وإخراجه إياه من الملَّة، وإباحة قتال من امتنع من إقامتها، ثم جاءنا عن الصحابة ﵃ مثل ذلك، ولم يجئنا عن أحد منهم خلاف ذلك. ثم اختلف أهل العلم بعد ذلك في تأويل ما روي عن النبي؟ ثم عن الصحابة ﵃ في إكفار تاركها، وإيجاب القتل على من امتنع من إقامتها.-ثم أورد مقالة الفريق الأول-وقال: قد حكينا مقالة هؤلاء الذين أكفروا تارك الصلاة متعمّدًا، وحكينا جملة ما احتجّوا به، وهذا مذهب جمهور أهل الحديث. وقد خالفتهم جماعة أخرى من أصحاب الحديث، فأبوا أن يكفّروا تارك الصلاة، إلا أن يتركها جحودًا أو إباءً واستكبارًا واستنكافًا ومعاندة فحينئذٍ يكفّر. وقال بعضهم: تارك الصلاة كتارك سائر الفرائض عن الزّكاة، وصيام رمضان، والحجّ. وقالوا: الأخبار التي جاءت في الإكفار بترك الصلاة نظير الأخبار التي جاءت في الإكفار بسائر الذنوب» .
1 / 19
لا يكفّر تاركه أو فاعله بغير اعتقادٍ أو استحلالٍ أو تكذيبٍ، فهذه لَوْثَةٌ إرجائيَّةٌ حاشاهم منها.
بل كما نقَلَ عنهم المروزيُّ قالوا: «الأخبار التي جاءت في الإِكْفار بترك الصَّلاة نظير الأخبار التي جاءت في الإِكْفار بسائر الذُّنوب» فهم نظروا إلى الأدلة التي ظاهرها التَّعارض فجمعوا بينها ورجَّحوا عدم إِكْفار تارك الصَّلاة كتارك الصَّوم والزَّكاة،إلاَّ إذا تركها جُحودًا أو إِباءً أو استنكافًا. ولم يُنْقَل عن أحدٍ منهم أَنَّ الصَّلاة عمل وليست اعتقادًا ولا يكفُرُ تاركَ العمل! كما أَنَّهم لم يعدّوا من يكفِّر تاركها بمثابة الخوارج الَّذين يكفِّرونَ بالذُّنوب، وهذا إقرارٌ منهم أَنَّ تاركّ العمل قد يخرج من الملَّة، لكن لم يترجَّحْ عندهم ذلك في شأْنِ تارك الصَّلاة.
سادسًا: هناك من فقهاء المذاهب الذين نقلْتُ عنهم ممَّن كفَّر بالقول أو العمل لكن علَّل ذلك بعباراتٍ لم تُعْهد من السَّلف - تدلُّ على تأثُّرهم بالمرجئة -. كقولهم: هذا الفعل ليس كفرًا لكنّه يدلُّ على الكفر، أو علامة على الكفر (١) . وكقولهم: لم يكفر بالعمل لكن كَفَرَ للاستخفاف (٢)،
أو للتكذيب، أو لعدم
_________
(١) وقد نسب هذا الرأي الشهرستانيّ لبشر المريسيّ من المرجئة فقال: «وإلى هذا المذهب ميل ابن الرواندىِّ وبشر المريسيِّ قالا: «الإيمان هو التَّصديق بالقلب واللسان جميعًا والكفر هو الجحود والإنكار، والسجود للشمس والقمر والصنم ليس بكفر في نفسه ولكنه علامة الكفر»» انظر: "الملل والنحل" (١/١٤٤) دار المعرفة. ط١٤٠٤ هـ.
(٢) وقد نسب هذا الرأي إلى المرجئه، الشهرستانيّ في "الملل" وأبو الحسن
الأشعريّ في "المقالات" وأقره شيخ الإسلام. قال أبو الحسن: «(الفرقة العاشرة): من المرجئة أصحاب أبي معاذ التومني ... وكان أبو معاذ يقول: من قتل نبيًا = = أو لطمه كفر وليس من أجل اللّطمة كفر ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له» انظر: "مجموع الفتاوى" (٧/٥٤٧)
1 / 20