165

التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف

التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف

خپرندوی

المكتبة الأزهرية للتراث

د ایډیشن شمېره

الأولى

ژانرونه

حسن المعاملة في الإسلام:
روى جابر بن عبد الله ﵄ أن النبي ﷺ قال: "يرحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى، وإذا قضى".
السماحة في حسن المعاملة: في هذا الحديث الشريف تظهر سماحة الإسلام، فالرسول الكريم ﷺ يدعو ربه مبتهلًا إليه، أن يرحم المؤمن السمح في كل معاملاته فيحسن المعاملة في البيع والشراء، كما يحسن المعاملة في قضاء الدين، الذي عليه بالحسنى، واقتضاء الدين الذي يكون له عند الآخرين، فيمهله حتى يستطيع رده، أو يتنازل عنه؛ فيتصدق عليه لإعساره، بل هذا خير له، قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ وفي الحديث الشريف: "من أنظر معسرًا أو وضع له أظله الله في ظل عرشه، ومن سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر، أو يضع له" وأخذ يصور مواطن السماحة في حسن المعاملة تصويرًا أدبيًا في تعبير بلاغي نبوي شريف.
التصوير الأدبي في بلاغة الرسول للتعامل بالحسنى مع الناس:
أولًا: عبر عن السماحة في صورة بلاغية تتضمن الدعاء منه ﷺ لمن يتعامل بها، ودعاؤه مستجاب في كل الأحوال، فيرحمه الله تعالى في

1 / 167