85

التائهون

التيه والمخرج

خپرندوی

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

د خپرونکي ځای

الجيزة - مصر

ژانرونه

البيئة:
المقصود بالبيئة: ما يحيط المرءَ من الأحوال، والظروف، والناس؛ كالبيت، والمدرسة، والمسجد، والمجتمع.
ولا أدلَّ على تأثير البيئة في أخلاق الناس مما نلاحظه من تفاوت الأخلاق بين الشعوب، فتجد هذا الشعب هادئًا، وتجد ذلك الشعب كريمًا، وتلحظ شعبًا آخر عجولًا، والحكم للعموم.
وأشار إلى ذلك ﷺ بقوله:
«تَحَوَّلُوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة» (١).
وقال ﷺ: «السكينةُ في أهل الْغَنَمِ، والفخرُ والرياءُ في الْفَدَّادِينَ، أهلِ الخيل، وأهلِ الْوَبَرِ» (٢).
وفي حديث الرجل الذي قتل تسعة وتسعين رجلًا، ثم أكملهم مائة، قال له العالم: «ارحل من أرضك؛ فإنها أرض سوء» (٣).
الفطرة والهداية:
وربما تجد أُنَاسًا رغم تلك المؤثرات جميعًا من توحيد، وشريعة، وبيئة، وقدوة، تجدهم قد خالفوا ذلك جميعًا، وشذُّوا عنها، إن خيرًا فشر، وإن شرًّا فخير ..
فأما الأول: فتقدير من الله بكسب العبد .. وأما الآخر: ففضل الله يؤتيه من يشاء، ولذلك كان ﵊ يقول:
«اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، إنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت» (٤).

(١) أبو داود (٤٣٥)، وأصله في مسلم.
(٢) مسلم (١/ ٧٢ و٧٣).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) أحمد (١/ ٩٤)، ومسلم (١/ ٥٣٥).

1 / 85