76

التائهون

التيه والمخرج

خپرندوی

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

د خپرونکي ځای

الجيزة - مصر

ژانرونه

بها نحو الآفاق .. هل هي جماهير أُوذِيَتْ في الله فصبرت، وامْتُحِنَتْ بالتقوى ففازت؟ ! ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى﴾ [الحجرات: ٣] .. أم هي جماهير تلهث وراء دنياها، وتبحث عن لقمة عيشها؟ ! ! والخلاصة: إن الواجبَ الدعوةُ إلى التوحيد أولًا، وبمفهومه الصحيح، الواسع، الشامل. وجهاد بلا توحيد .. كسراب بقيعة. وعبادة بلا توحيد .. كجسد بلا روح. ودعوة بلا توحيد .. كشجر بلا ثمر. ولا خير في صلاة ولا عبادة بلا توحيد ... ولا خير في دعوة وجهاد بلا توحيد ... وما خُلقنا، ولا بُعثت الأنبياء، ولا نُزِّلَتِ الكتب، ولا أُمرنا بالصلاة، ولا بأداء الزكاة، ولا بحج البيت، ولا بالجهاد، ولا بقتال أعداء الله، ولا بإقامة شرع الله على الأرض، إلا للتوحيد، وبالتوحيد، وفي التوحيد. فكيف نفعل ما نفعل .. ونقوم بما نقوم به، ونحن إِمَّا لا نعرف التوحيد حَقَّ معرفته، وَإِمَّا لا ندعو إليه، ولا نُوَفِّيهِ حقه؟ ! والله ﷿ يقول: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٤٤]. ومن لم يتعظ بالشرع .. لم يتعظ بالواقع. والله من وراء القصد، وإليه المصير.

1 / 76