58

التائهون

التيه والمخرج

خپرندوی

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

د خپرونکي ځای

الجيزة - مصر

ژانرونه

الأصل الثاني: الدعوة إلى التوحيد أولا والعمل بالعبادات ثانيا مع التمسك بالأخلاق دائما إِنَّ مِنَ الْمُسَلَّمَاتِ: البدء بالدعوة إلى التوحيد -أولًا وقبل كل شيء- هو سنة الأنبياء جميعًا. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥]. ولا إله إلا الله هي: التوحيد، كُلُّ التوحيد، إذا فُهِمَتْ حَقَّ فَهْمِهَا، وَعُمِلَ بمقتضاها. وقال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٥٩]. وقال تعالى حاكيًا عن خليله إبراهيم ﷺ في بدء دعوته لأبيه: ﴿يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا﴾ [مريم: ٤٢]. وأول شيء دعا إليه يوسف ﵊ صاحبيه في السجن التوحيد، قال: ﴿يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [يوسف: ٣٩]. فانظر -بارك الله فيك- إلى أول كلمة قالها لهم «أأرباب متفرقون»، فلم يبدأ أولًا بدعوتهم إلى السنن والواجبات، ولا إلى السياسة

1 / 58