ﷺ، ولم يرد إلينا ردة أحد بسببها، بل لم يرد عتاب أحد منهم لرسول الله ﷺ عليها رغم خسارتها، مما يشهد لهم بالإيمان الصادق المتين. والله أعلم بحكمته.
شبهات أخر:
نتقل بعد ذلك إلى الشبهات التي لبست الأمر على الباحث، والتي أوردها في بحثه على أنها تساعده في دعواه، وهي في الحقيقة عليه، لا له، كما سنبيِّنُ.
ويمكن تصنيف شبهاته إلى ستة أصناف:
١ - شُبهات من أحاديث ظاهرها أنَّ الرسول ﷺ كان يجتهد، وأنَّ الصحابة كانوا يراجعونه ويردُّونه فيرجع.
٢ - أحاديث ظاهرها أنَّ الرسول ﷺ اجتهد فأخطأ فعاتبه ربه.
٣ - أمور يدعى أنه اجتهد فيها ﷺ وأخطأ وبقي الخطأ معمولًا به حتى اليوم.
٤ - حوادث يدعى أنَّ الصحابة - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ - خالفوا فيها أحاديث الرسول ﷺ وغيَّرُوا حُكمه.
٥ - حادثة يدعى أنَّ التابعين ﵃ خالفوا حديث رسول الله ﷺ فيها وغيَّرُوا حُكمه.
٦ - شُبهات من أحاديث يتوهَّم الباحث منها أنه ﷺ اجتهد في المعاملات ولم يحصن بوحي حين الاجتهاد ولا بعده.