72

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

خپرندوی

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

ويذكر ابن المبارك أن صالحًا المُرّي كان يقول: " إن ذكر الموت إذا فارقني ساعة فسد على قلبي " (١) . وقال الدقاق: " من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسى الموت عوجل بثلاثة: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة " (٢) . وقال القرطبي: " اعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية " (٣) ويروى أن امرأة شكت إلى عائشة ﵂ قساوة في قلبها، فقالت لها: أكثري من ذكر الموت يرق قلبك، ففعلت ذلك فرق قلبها " (٤) . وقال القرطبي: قال العلماء: تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا، ويهون المصائب (٥) . وقال القرطبي أيضًا: قال العلماء ﵏ ليس للقلوب أنفع من زيارة القبور، وخاصة إن كانت قاسية، فعلى أصحابها أن يعالجوها بثلاثة أمور: أحدها: الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتخويف والترغيب وأخبار الصالحين، فإن ذلك مما يلين القلوب. الثاني: ذكر الموت، فيكثر من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، وميتم البنين والبنات.

(١) الزهد والرقائق، لابن المبارك: ص (٨٨) . (٢) تذكرة القرطبي: ص ٩. (٣) تذكرة القرطبي: ص ٨. (٤) التذكرة: ص ١٢. (٥) التذكرة: ص ١٢.

1 / 82