162

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

خپرندوی

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

قال: " أشرف النبي ﷺ على أطم من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا. قال: فإني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر " (١) رواه البخاري (٢) .
يقول ابن حجر في شرح الحديث: " اختصت المدينة بذلك لأن قتل عثمان ﵁ كان بها، ثم انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك، فالقتال بالجمل وبصفين كان بسبب مقتل عثمان، والقتال بالنهروان كان بسبب التحكيم بصفين، وكل قتال وقع في ذلك العصر إنما تولد عن شيء من ذلك، أو عن شيء تولد عنه، ثم إن قتل عثمان كان أشد أسبابه الطعن على أمرائه، ثم عليه بتوليه لهم، وأول ما نشأ ذلك من العراق، وهي من جهة المشرق، فلا منافاة بين حديث الباب، وبين الحديث الآتي أن الفتنة من جهة المشرق " (٣) .

(١) أشار الرسول ﷺ في هذا الحديث إلى كثرة الفتن وعمومها للناس لا تختص بها طائفة دون أخرى، كما يعم المطر النواحي التي ينزل فيها، ومن قرأ التاريخ وما جرى بعد مقتل عثمان ومقتل الحسين علم صدق مقالة الرسول ﷺ.
(٢) رواه البخاري في كتاب الفتن، باب قول النبي ﷺ " ويل للعرب من شرِّ قد اقترب " فتح الباري (١٣/١١)، ورواه مسلم (٤/٢٢١١) واللفظ للبخاري.
(٣) فتح الباري: (١٣/١٣) .

1 / 177