القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
خپرندوی
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
د ایډیشن شمېره
الرابعة
د چاپ کال
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
د خپرونکي ځای
الكويت
ژانرونه
فإن الله يتولاه دائمًا، وخاصة في المواقف الصعبة، ومن أشقها هذا الموقف، (نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) [فصلت: ٣١] .
أما الكفرة الفجرة فإن الملائكة تتنزل عليهم بنقيض ذلك (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا) [النساء: ٩٧]، وقد نزلت هذه الآية كما أخرج البخاري عن ابن عباس في فريق أسلم، ولكنه لم يهاجر فأدركه الموت، أو قتل في صفوف الأعداء (١)، فإن الملائكة تقرِّع هؤلاء في حال الاحتضار وتوبخهم، وتبشرهم بالنار.
وقد حدثنا ربنا عن توفي الملائكة للكفرة في معركة بدر فقال: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ - ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) [الأنفال: ٥٠-٥١] .
قال ابن كثير في تفسير الآيات: " ولو ترى يا محمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار لرأيت أمرًا عظيمًا فظيعًا منكرًا، إذ يضربون وجوههم وأدبارهم، ويقولون ذوقوا عذاب الحريق " (٢) .
وقد أشار المفسر المدقق العلامة ابن كثير إلى أن هذا وإن كان في وقعة بدر، ولكنه عام في حق كل كافر، ولهذا لم يخصصه تعالى بأهل بدر، بل قال: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ..) (٣) .
_________
(١) تفسير ابن كثير: (٢/٣٦٩) .
(٢) تفسير ابن كثير: (٣/٣٣٥) .
(٣) تفسير ابن كثير: (٣/٣٣٥) .
1 / 22