105

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

خپرندوی

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

لا يعلم أحد وقت الساعة المعيّن
سئل الرسول ﷺ عن الساعة، فقال: " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " وكان السائل جبريل متمثلًا في صورة بشر، فإذا كان أعلى الملائكة منزلة، وهو جبريل، وأعلى البشر منزلة وهو محمد ﷺ لا يعلمان متى تكون - فحَريّ بأن لا يعرف أحد غيرهما وقت وقوعها.
وقد صرح القرآن أن وقت وقوعها من خصائص علم الله، ولذا فإنه لم يطلع أحدًا على وقت وقوعها، لا ملكًا مقربًا، ولا نبيًا مرسلًا، (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [الأعراف: ١٨٧]، وقال في الآية الأخرى: (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا) [الأحزاب: ٦٣]، (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا - فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا - إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا) [النازعات: ٤٢-٤٤] .
وهذه الآيات واضحة الدلالة على أن معرفة الوقت الذي تكون فيه الساعة لا يعرفه إلا رب العزة، وأنها تأتي بغتة، وأن الرسول ﷺ لا يدري متى هي.
والساعة إحدى مفاتح الغيب الخمسة التي هي من مكنونات علم

1 / 118