126

المقدمة في فقه العصر

المقدمة في فقه العصر

خپرندوی

الجيل الجديد ناشرون

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

د خپرونکي ځای

صنعاء

ژانرونه

وتحييهم بتحيتهم نحو «صباح الخير»، إلا إن اشتملت على محضور، لعموم (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) (النساء: ٨٦)، فإذا جاز الرد بمثل التحية ما لم تكن ممنوعة شرعا فيجوز الابتداء بها، والأصل عدم المانع. وتهنئتهم بمباح في أعيادهم ومناسباتهم، لعموم (أَن تَبَرُّوهُمْ) بشرط عدم الحضور؛ لأن الحضور شعيرة دينية تعبدية، وحضور الشعائر الدينية التعبدية لغير دين الإسلام الحق أمر محرم. وكذا يجوز الإهداء لهم (١)، وقبولها منهم (٢)؛ لأنه كان ﷺ يقبل هداياهم. ومساعدتهم والصدقة على فقيرهم؛ للحديث الصحيح أن عائشة تصدقت على يهودية،

= النبي ﷺ يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب يريد عبدالله بن أبي قال كذا وكذا قال سعد بن عبادة يا رسول الله اعف عنه واصفح عنه فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبونه بالعصابة فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه رسول الله ﷺ، وكان النبي ﷺ وأصحابه يعفون، عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله عزوجل (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا) (آل عمران: ١٨٦) الآية وقال الله (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة: ١٠٩)، وكان النبي ﷺ يتأول العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم فلما غزا رسول الله ﷺ بدرا فقتل الله به صناديد كفار قريش قال ابن أبي بن سلول، ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان هذا أمر قد توجه فبايعوا الرسول ﷺ على الإسلام فأسلموا. (١) - قولنا «وكذا يجوز الإهداء لهم» دليله أن عمر أهدى لأخ له مشرك كما في الصحيحين (البخاري رقم ٨٨٦، ومسلم رقم ٥٥٢٢) أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك. فقال رسول الله ﷺ: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة. ثم جاءت رسول الله ﷺ منها حلل فأعطى عمر بن الخطاب ﵁ منها حلة، فقال عمر: يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت! قال رسول الله ﷺ: إني لم أكسكها لتلبسها. فكساها عمر بن الخطاب ﵁ أخا له بمكة مشركا. (٢) - قولنا «وقبولها منهم»، كان رسول الله ﷺ يقبلها من الملوك والأمراء وغيرهم وكانوا على الشرك، كما في صحيح البخاري رقم ١٤٨١ ومسلم رقم ٦٠٨٧ من حديث أبي حميد الساعدي، وأن ملك أيلة أهدى للنبي ﷺ بغلة بيضاء وكساه بُرْدا.

1 / 136