المجالس الفقهية
المجالس الفقهية
خپرندوی
تكوين للدراسات والأبحاث - الرياض
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
د خپرونکي ځای
السعودية
ژانرونه
(المذاكرة في الفقه أفضل من الصلاة) (^١). قال العدوي (ت ١١٨٩ هـ) شارحًا: (مفاعلة تقتضي متعددًا؛ أي: تذكر الفقه من متعدد، بيان لما هو الأولى؛ لما فيه من نماء العلم وزيادته وشدة التوثق، وهو يشمل إفادته للمتعلمين وتفهمه من المتساوين) (^٢). وفي مسائل إسحاق من منصور (ت ٢٥١ هـ): (قلت لأحمد (ت ٢٤١ هـ): من قال: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها؟ قال: العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم. قلت: في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا؟ قال: نعم. قال إسحاق-يعني: ابن راهويه- (ت ٢٣٨ هـ): كما قال) (^٣).
فالفقه إن لم يتعاهده المتفقه بالمذاكرة مع أصحابه الذين يحضرون معه الدرس أو غيرهم ذهب به النسيان كلَّ مذهب (^٤)، قال النووي (ت ٦٧٦ هـ): (وليذاكر بمحفوظاته وليدم الفكر فيها، ويعتني بما يحصل فيها من الفوائد، وليرافق بعض حاضري حلقة الشيخ في المذاكرة) (^٥).
والله ﷻ يقول في التنزيل: ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران: ٧٩] قال طلحة بن مصرف (ت ١١٢ هـ): مدارسة الفقه. وقال أبو رزين (ت ٨٥ هـ): مذاكرة الفقه (^٦)، كانوا يتذاكرون الفقه كما نتذاكره نحن (^٧). فالمذاكرة سبب النفع وبقاء العلم، وقد قيل: فهم سطرين خيرٌ من حفظ، وقرينٌ ومذاكرةُ اثنين خير من هذين (^٨).
ولما حجَّ الأوزاعي (ت ١٥٧ هـ) أتى المدينة فدخل المسجد، فلما بلغ ذلك مالكًا (ت ١٧٩ هـ) أتاه فسلَّم عليه وظلَّا يتذاكران الفقه من الظهر حتى
(^١) الذخيرة، القرافي (١٣/ ٣٤٧).
(^٢) حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (٤/ ٤٦٦).
(^٣) مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه برواية إسحاق بن منصور الكوسج (٢/ ٥٢٨).
(^٤) انظر: الفقيه والمتفقه، الخطيب البغدادي (٦٤٥).
(^٥) المجموع (١/ ٣٨).
(^٦) رواه ابن السني في رياضة المتعلمين (٢٩٢).
(^٧) تفسير ابن أبي حاتم (٢/ ٦٩٣).
(^٨) انظر: البهجة في شرح التحفة، التسولي (٢/ ٧٠٢).
1 / 162