229

المدارس النحوية

المدارس النحوية

خپرندوی

دار المعارف

ژانرونه

مثل: "ما طعامَك أكل إلا زيد" بينما كان الكسائي يمنع مثل هذا التعبير؛ لتقدم المفعول به، بينما الفاعل محذوف، إذ كان لا يعرب "زيد" فاعلا كما يعربه البصريون؛ ولذلك كان يأبى مثل هذه الصيغة١.
ولعل في كل ما قدمنا ما يوضح منزلة ثعلب في النحو الكوفي، فقد مضى يطبقه ويصدر عنه في كل ملاحظاته النحوية إلا أشياء طفيفة أداه إليها اجتهاده، وكأنما كان يحمل راية هذا النحو في عصره، مستقصيا استقصاء دقيقا لكل ما قاله إماماه: الكسائي والفراء وكل ما أنشداه من أشعار مع الدفاع الشديد عنهما أمام البصريين دفاعا أساسه الاحتكام إلى السماع والرواية والإحاطة بالشاذ والنادر من اللغة وتصاريفها على ألسنة العرب.

١ الإنصاف: المسألة رقم ٢١.
٢- أصحاب ثعلب:
اشتهر من تلاميذ ثعلب كثيرون، في مقدمتهم أبو موسى سليمان بن محمد المعروف بالحامض١، وهو المقدَّم من أصحابه إذ جلس مجلسه بعد موته، وكان يتعصب على البصريين، وصب عنايته على قراءته للناس كتب أستاذه ثعلب كما كان يقرأ كتب الفراء وخاصة كتابه "الإدغام" وألّف مختصرا في النحو، وما زال يوالي التدريس حتى توفي سنة ٣٠٥ للهجرة.
ومن أصحاب ثعلب غلامه أبو عمر الزاهد محمد٣ بن عبد الواحد، وكان حافظا مكثرا من اللغة وفيها ألف كتابه "الياقوت"، وظل يزيد في نسخته حتى

١ انظر في ترجمة أبي موسى الحامض: الزبيدي ص١٧٠، ونزهة الألباء ص١٤١، والفهرست ص٧٩، وتاريخ بغداد ٩/ ٦١، ومعجم الأدباء ١١/ ٢٥٣، والأنساب الورقة ١٥٢، وإنباه الرواة ٢/ ٢١، وبغية الوعاة ص٢٦٢.
٣ راجع في ترجمة أبي عمر غلام ثعلب: نزهة الألباء ص٢٧٦، وتاريخ بغداد ٢/ ٣٥٦، والفهرست ص٧٦، ومعجم الأدباء ١٨/ ٢٢٦، والأنساب للسمعاني الورقة ٤١٣، وتذكرة الحفاظ ٣/ ٨٤، وإنباه الرواة ٣/ ١٧١، واللباب في الأنساب ٢/ ١٨٣، وبغية الوعاة ص٦٩.

1 / 237