Allegations of Missionaries Against the Holy Quran That It Supports the Divinity of Jesus Christ
افتراءات المنصرين على القرآن الكريم أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح عليه السلام
خپرندوی
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
ژانرونه
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة:
الحمد لله الواحد الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، المنزه عن الصاحبة والولد، القائل ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران: ٧) . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبد الله ورسوله ﷺ وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، أما بعد:
فعنوان هذا البحث هو:
افتراءات المنصرين على القرآن أنه يؤيد زعم ألوهية المسيح –﵇ "دراسة نقدية".
وقد كتب هذا البحث استجابة للدعوة التي تلقاها الباحث من قبل: الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف: رئيس اللجنة التحضيرية لندوة "عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه" فضيلة أ. د. محمد سالم بن شديد العوفي - حفظه الله -.
وإن مما دفع الباحث لاختيار هذا الموضوع:
١- المشاركة في الدفاع عن كتاب الله بخاصة والإسلام بعامة.
1 / 1
٢- ما يعتقده الباحث من خطورة مناهج المنصرين في محاربة الإسلام والمسلمين ولا سيما من خلال التهجم على كتاب الله العظيم: القرآن الكريم.
٣- محاولة تنصير المسلمين وبلبلة اعتقاداتهم من خلال مسلماتهم وذلك بمحاولة إنزال معتقدات النصارى على بعض ما قد يكون متشابهًا من آي القرآن تلبيسا على المسلمين ومحاولة لإضلالهم كما ضلوا السبيل.
وعلى الرغم من أن الباحث اطلع على بعض الكتابات المتناثرة حول هذا الموضوع والتي تطرقه من جانب أو آخر إلا أنها تمس جوانب معينة من الموضوع لكنه لم يعثر على دراسة متكاملة لهذا الموضوع - رغم أهميته - تدرسه تفصيلًا وترد على ادعاءات المنصرين فيه على نحو مفصل.
كما أن المنهج المتبع في دراسة هذا الموضوع فيه محاولة للرد على المنصرين من جهتين: إسلامية (من خلال القرآن وما يرتبط بذلك)، ونصرانية (من خلال التوراة والأناجيل) لرد دعوى النصارى على القرآن وفق منهج يبين كذبهم على كتاب الله ويلزمهم في الوقت نفسه من خلال مسلماتهم بما يدل عليه القرآن المهيمن على ما قبله من الكتاب.
كما أن من منهج الباحث في اقتباس نصوص كتب العهدين أخذها من النسخة العربية الحديثة المعتمدة "للكتاب المقدس": طبعة العيد المئوي (١٨٨٣-١٩٨٣م)، طبعة دار الكتاب المقدس بمصر.
كما اصطلح الباحث على ما يأتي:-
1 / 2
مصطلحات البحث
١- التوراة: أي أسفار العهد القديم الحالية وعددها (٣٩) سفرًا إلا إذا أشير إلى غير ذلك.
٢- الإنجيل أو الأناجيل: أي أسفار العهد الجديد الحالية وعددها (٢٧) سفرًا إلا إذا أشير إلى غير ذلك.
اصطلاحات أسفار العهد القديم
...
اصطلاحات أسفار العهد الجديد
الاصطلاح
...
المقصود به
...
الاصطلاح
...
المقصود به
التكوين
الخروج
التثنية
أشعياء
حزقيال
مزمور/المزامير
(١) صموئيل
(٢) صموئيل
(١) الملوك
(٢) الملوك
نشيد الإنشاد
...
سفر التكوين
سفر الخروج
سفر التثنية
سفر أشعياء
سفر حزقيال
أسفار المزامير
سفر صموئيل الأول
سفر صموئيل الثاني
سفر الملوك الأول
سفر الملوك الثاني
سفر نشيد الإنشاد
...
متى
مرقس
لوقا
يوحنا
رومية
(١) - تسالوينكي
عب
(٢) - يوحنا
(٣) - بطرس
رؤيا يوحنا
...
إنجيل متى
إنجيل مرقس
إنجيل لوقا
إنجيل يوحنا
رسالة بولس إلى أهل رومية
رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالوينكي
الرسالة إلى العبرانيين
رسالة يوحنا الأولى
الرسالة الثانية لبطرس
سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي
وإذا كُتِبَ هكذا: (٢) تسالونيكي (٣: ٥-٨و١٣)
فإن هذا يعني: الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي، الاصحاح الثالث الفقرات من الخامسة إلى الثامنة. والفقرة الثالثة عشرة من الإصحاح نفسه.
1 / 3
ختامًا أسأل الله -–تعالى- التوفيق والسداد فما كان صوابًا فمن الله ﷾ – وما كان من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله منه ومن جميع ذنبي. والحمد لله أولًا وآخرًا وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 4
التمهيد
...
تمهيد:
لمحبة تاريخية عن المؤلفات التنصيرية التي تفتري على القرآن تأيده بعض معتقدات النصارى الباطلة:
كان بعض أتباع اليهود والنصرانية في بعض بقاع الجزيرة العربية كالمدينة، وخيبر، ونجران. وما إن تبينت قوت الإسلام والمسلمين في الجزيرة العربية حتى بدأت وفود القبائل العربية تفد إلى رسول الله ﷺ من مختلف أنحاء الجزيرة، وكان من أوائل هذه الوفود وفد نصارى نجران الذين جادلوا رسول الله ﷺ زاعمين أن القرآن يدل على التثليث، وعلى ألوهية عيسى ﵇ وأنه ابن الله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا
وبذلك كانوا أول من سلك هذا الطريق المضل من النصارى في حيات الرسول ﷺ وقد ذكر ابن هشام "أن الله ﷾ أنزل في ذلك من قولهم (أي زعمهم دلالة القرآن على ألوهية عيسى – ﵇ والتثليث وبنوته) واختلاف أمرهم: صدر سورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها".
هذا فيما يتعلق ببداية الافتراء على كتاب الله من النصارى وادعاء أنه يؤيد بعض اعتقاداتهم. أما من حيث كتابة المنصرين والنصارى لذلك في مؤلفاتٍ فإن أقدم ما اطلعت عليه من ذلك يعود إلى أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الهجري - وهي "رسالة عبد المسيح بن إسحاق الكندي إلى عبد الله الهاشمي" كما سيأتي إن شاء الله، ثم تتابعت بعد ذلك الكتب والرسائل التنصيرية التي زعمت أن كتاب الله يؤيد بعض معتقدات النصارى: كألوهية المسيح ﵇،
1 / 5
أو بنوته، أو التثليث، أو صلب المسيح، أو أن القرآن يدل على صحت كتب النصارى وأنها ليست محرفة، إلى غير ذلك من مزاعم وافتراءات على كتاب الله أرادوا بها تحقيق أهدافٍ عدة منها:
١-إبعاد النصارى عن الإسلام بزعم أن القرآن يؤيدهم على ما هم فيه من معتقدات باطلة، وأن ما في القرآن موجود في التوراة والإنجيل فَلِمَ الإسلام مادام الأمر - في زعمهم - كذلك؟
١- الطعن في القرآن لبلبلة اعتقادات المسلمين، وإبعادهم عن دينهم، توطئةً لتنصيرهم من خلال القرآن نفسه، بحجة أن ما عليه النصارى ليس باطلًا فضلًا عن أن يكون كفرًا، لما زعموه من تأييد القرآن لهم.
وإن المؤلفات النصرانية التي انتهجت الأسلوب الآنف الذكر ما يلي:
١- "رسالة عبد المسيح إلى الهاشمي يرد بها على الهاشمي ويدعوه إلى النصرانية "وذلك في عصر الخليفة المأمون (١٩٨-٢١٨)
٢- "رسالة راهب فرنسا إلى المسلمين وجواب القاضي أبي الوليد الباجي عليها" في عصر الباجي (٤٠٣-٤٧٤هـ) .
٣- "رسالة حنا مقار العيسوي إلى أبي عبيدة الخزرجي"، في عصر أبي عبيدة المتوفي سنة (٥٨٢هـ) .
٤- "الكتاب المنطيقي الدولة خاني المبرهن عن الاعتقاد الصحيح والرأي المستقيم " لبولص الراهب - أسقف صيدا - الأنطاكي، في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ المتوفي سنة (٧٢٨هـ)
٥- "مفتاح الخزائن ومصباح الدفائن "لأحد المنصرين في عهد الشيخ عبد العزيز آل معمر ﵀ (١٢٠٣-١٢٤٤هـ) .
1 / 6
٦- "الأقاويل القرآنية في كتب المسيحية "لمنصر بروتستاني في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
٧- "ميزان الحق"للقسيس فندر، في القرن الثالث عشر الهجري، التاسع عشر الميلادي.
٨- "الصلب في الإسلام "لحبيب زيات طبع سنة (١٩٣٥م) .
٩- "المسيحية في الإسلام" لإبراهيم لوقا. في بدايات القرن العشرين الميلادي.
١٠- "أدلة قرآنية على صحة الديانة النصرانية "لمؤلف مجهول.
١١- "الإنجيل والقرآن"ليوسف درة الحداد.
١٢- "القرآن والكتاب "لمؤلف نفسه، وهو منصر لبناني معاصر.
إن هذه المؤلفات غيضٌ من فيضٍ وإلا فإن الكتب والرسائل المشابهة لما سبق بيانه كثيرة وإن كان الغالب في العصر الحاضر - فيما يرى الكاتب - كتابة خلاصات مركزة في مطويات صغيرة مستلة من الكتب القديمة والحديثة في هذا المجال: مسايرة للعصر، ومحاولةً منهم للهجوم على المسلمين من خلال الافتراء على آي القرآن الكريم، للتأثير فيهم وبلبلة أفكارهم، سعيًا لتنصيرهم. والمتوقع اليوم استغلال وسائل الاتصال الأكثر حداثة في عرض هذا الأسلوب وبخاصة: الإنترنت.
وفيما يلي سوف نستعرض إدعاءات المنصرين التي زعموا فيها أن القرآن يؤيد ما ادعوه من ألوهية المسيح ﵇.
1 / 7
المبحث الأول: عرض ادعاءات المنصرين على القرآن أنه يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح ﵇
الادعاء الأول:- أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على ألوهية المسيح ﵇
الادعاء الثاني:- أن المسيح – ﵇ روح من الله -بجعل (مِنْ) للتبعيض - وكلمته التي تجسدت وصارت إنسانًا.
الادعاء الثالث:- أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى – ﵇ وذكرت في القرآن تدل على ألوهية عيسى ولا سيما إحياء الموتى.
1 / 8
المبحث الأول عرض ادعاءات المنصرين على القرآن أنه يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح ﵇
يزعم بعض النصارى، والمنصرين أن القرآن يدل على ألوهية عيسى ﵇ ولهم في ذلك حجج واهيةٌ حاولوا التمسك بها ظنًا منهم أنها تؤيد ما يعتقدون، والواقع أنهم سعوا لتسويغ اعتقاداتهم من خلال القرآن الكريم وحملوا آيات الله ما لا تحتمل من المعاني بل كذبوا على الله وعلى كتابه، واغمضوا أعينهم عن محكم القرآن وجنحوا إلى ألفاظ زعموا أنها تمكنهم من الوصول إلى مقاصدهم الفاسدة.
وإذا نظر المرء إلى زعمهم هذا في تأييد القرآن لما ادعوه من ألوهية عيسى ﵇ يجد أن افتراءهم هذا منبثق من جملة ادعاءات من أهمها ثلاثة:
فالادعاء الأول:-
هو: أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على ألوهية المسيح ﵇ لأنها - بزعمهم - تدل على أن الإله ثلاثة أشخاص منهم: المسيح ﵇ فقد كان نصارى نجران "يقولون [عن عيسى ﵇]: هو الله، ويقولون: هو ولد الله، ويقولون: هو ثالث ثلاثة ويحتجون بأنه ثالث ثلاثة بقول الله: فعلنا، وأمرنا، وخلقنا وقضينا فيقولون: لو كان الله واحدًا ما قال إلا فعلتُ، وقضيتُ وأمرتُ وخلقتُ ولكنه هو وعيسى
1 / 9
ومريم" (١)، كما احتجوا على الرسول ﷺ بقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ﴾ (الحجر،: ٩) . قالوا: وهذا يدل على أنهم ثلاثة" (٢) .
كذلك ردَدّ عبد المسيح الكندي هذا الزعم حيث يقول - مخاطبًا عبد الله الهاشمي-: "وفي كتابك أيضًا شبيه بما ذكرنا من قول موسى، ودانيال عن الله تعالى: فعلنا، وخلقنا، وأمرنا، وأوحينا، وأهلكنا، ودمرنا، مع نظائر لهذه كثيرة" (٣) فحجتهم أن الله تكلم عن نفسه في القرآن بصيغة الجمع ومن ثم زعموا أن ذلك دليل على أن عيسى ﵇ واحد من الذين تدل عليهم الضمائر المذكورة، وأن هذا الجمع إنما هو ثلاثة وزعموا بذلك أن القرآن يدل على ألوهية المسيح ﵇
ويقول المنصر فندر إن "مما لا يصح إغفاله إن القرآن يتفق مع الكتاب المقدس (٤) في إسناد الفعل، وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله. وفي القرآن ما ورد في سورة العلق حيث يقول: ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ وإنما أوردنا ذلك إشعارًا بأننا لا نخطئ إذا اعتبرنا عقيدة التثليث موافقة لإسناد ضمير الجمع إلى الله في القرآن" (٥) .
_________
(١) ابن هشام: "السيرة النبوية". ج١ ص: (٥٧٥) .
(٢) انظر: ابن تيمية "الجواب الصحيح" ج٣، ص: (٤٤٨) .
(٣) "رسالة عبد المسيح الكندي إلى الهاشمي يرد بها عليه ويدعوه إلى النصرانية"، طبعت في مصر سنة ١٨٩٥م، ص٣٨.
(٤) الكتاب المقدس عند النصارى هو المكون من قسمين: العهد القديم والعهد الجديد، وتبلغ أسفار العهد القديم (أو التوراة): (٣٩) سفرًا كما هو عند البروتستانت و: (٤٦) سفرًا عند الكاثوليك والأورثوذكس، أما العهد الجديد (أو الأناجيل) فتبلغ أسفاره: (٢٧) سفرًا. [انظر: علي الحربي: "نصرانية عيسى ﵇ ونصرانية بولس دراسة مقارنة من أسفار العهد الجديد" بحث ماجستير (١٤٠٧هـ) ص (٤و٦)] .
(٥) نقلًا عن: عبد الرحمن الجزيري: "أدلة اليقين في الرد على كتاب ميزان الحق وغيره من مطاعن المبشرين المسيحين في الإسلام" الطبعة الأولى (١٣٥٣-١٩٤٣م) ص (٢١٩) .
1 / 10
الادعاء الثاني:- أن المسيح – ﵇ روح من الله -بجعل (مِنْ) للتبعيض - وكلمته التي تجسدت وصارت إنسانًا
...
أما الادعاء الثاني:-
فهو: أن المسيح ﵇ روحٌ من الله بجعل (مِنْ) للتبعيض إذ يرونه إلهً من إلهٍ وكلمة الله التي تجسدت - بزعمهم - وصارت إنسانًا أي أن كلمة الله هي عيسى ﵇ إلى غير ذلك مما يتعلق بهذا الزعم.
يقول عبد المسيح الكندي - مخاطبًا عبد الله الهاشمي: "فافهم كيف أوجب [يقصد الرسول ﷺ وقد كذب عليه في ذلك] أن الله ﵎ ذو كلمةٍ وروح، وصرح بأن المسيح كلمة الله تجسدت وصارت إنسانًا" (١) .
كما يقول منصر آخر: "إذا أردت أن يتغمدك الله [الخطاب موجه لأبي عبيدة الخزرجي ﵀] برحمته، وتفوز بجنته فآمن بالله، وقل: إن المسيح ابن الله الذي هو الله [تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا] . ألم تسمع ما في الكتاب الذي جاء به صاحب شريعتك أنه [أي عيسى ﵇] روح الله وكلمته" (٢) مسقطًا بذلك اعتقاد النصارى المعروف المنصوص عليه في مستهل إنجيل يوحنا في قوله "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (٣) . بجعل الكلمة هي عين عيسى مما يعني أن عيسى هو الله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
كما يقول فندر: "توجد بعض الآيات الأخرى التي تعطي له [أي لعيسى] أعظم الألقاب التي لم تعط لغيره فيه [أي في القرآن] البتة، منها:
_________
(١) "رسالة عبد المسيح إلى الهاشمي يرد بها عليه ويدعوه إلى النصرانية" ص (٤٢) .
(٢) "بين الاسلام والمسيحية" ص٧٥-٧٦.
(٣) يوحنا. (١:١) .
1 / 11
كلمة الله وهذا اللقب لا يصح أن يسمى به أي مخلوق كان" (١) . لأنه يرى مثل كثير من النصارى اليوم أن كلمة الله - التي هي عندهم عيسى - هي الله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. اتباعًا للنص الانجيلي المزعوم السابق.
فالمسيح ﵇ كما يزعم الكندي، والعيسوي، وفندر، وغيرهم من النصارى والمنصرين - ليس مخلوقًا وإنما هو إله بل هو الله - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
والأدهى من ادعائهم هذا - فيما أرى - المناقض للأديان السماوية والفطر السليمة هو البهتان الذي افتروه على الله ﷾ بأن كتابه العظيم القرآن الكريم يؤيدهم في كفرهم ووثنيتهم هذه.
_________
(١) نقلًا عن: الجزيري: "أدلة اليقين"ص (٣٥٩) .
الادعاء الثالث:- أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى – ﵇ وذكرت في القرآن تدل على ألوهية عيسى ولا سيما إحياء الموتى ... أما الادعاء الثالث:- فهو زعمهم أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى – ﵇ التي ذكرت في القرآن تدل على ألوهية عيسى ﵇ ولا سيما إحياء الموتى. وقد كان وفد نصارى نجران الذين وفدوا على الرسول ﷺ "يحتجون في قولهم [عن عيسى بأنه] هو الله بأنه كان يحي الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرًا" (٢) أي بالمعجزات التي أيد الله بها عيسى ﵇ والتي ذكرت في القرآن. _________ (٢) ابن هشام: "السيرة النبوية" ج١، ص: (٥٧٥) .
الادعاء الثالث:- أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى – ﵇ وذكرت في القرآن تدل على ألوهية عيسى ولا سيما إحياء الموتى ... أما الادعاء الثالث:- فهو زعمهم أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى – ﵇ التي ذكرت في القرآن تدل على ألوهية عيسى ﵇ ولا سيما إحياء الموتى. وقد كان وفد نصارى نجران الذين وفدوا على الرسول ﷺ "يحتجون في قولهم [عن عيسى بأنه] هو الله بأنه كان يحي الموتى، ويبرئ الأسقام، ويخبر بالغيوب، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طائرًا" (٢) أي بالمعجزات التي أيد الله بها عيسى ﵇ والتي ذكرت في القرآن. _________ (٢) ابن هشام: "السيرة النبوية" ج١، ص: (٥٧٥) .
1 / 12
كما يقول العيسوي مخاطبًا أبا عبيدة الخزرجي: "وفي الكتاب الذي جاء به صاحب شريعتك أنه [أي عيسى] أحيا الموتى وكفى بذلك دليلًا على أنه هو الله" (١) تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
كما أن المنصر المشهور فندر زعم أن ما ورد في القرآن من أن عيسى خلق طيرًا من الطين إنما هو من صفات الله وحده ذاهبًا إلى أن القرآن يؤيد بذلك ألوهية المسيح (٢) .
ويورد المنصر المعاصر يوسف الحداد قولًا مجملًا عن دلالة القرآن على ألوهية المسيح - بزعمه - وتفرده عن غيره من الأنبياء فضلًا عن سائر البشر فيقول: "إن القرآن يقرر بصورةٍ عامة أن المسيح آيةٌ في حداثته، آيه في رسالته، آيه في قداسته وكماله، آية في شخصيته، آية في انفراده، وأن هذه الشخصية في القرآن تسمو على جميع الأنبياء، وأن الآيات بمجملها لا يمكن إلا أن تترك في نفس القارئ فكرة عظيمة عن سمو المسيح حتى لتخرج به عن طبقة البشر وتترك الباب مفتوحًا لاعتقاد النصارى بألوهيته" (٣) .
هذه من أبرز الإدعاءات التي زعم المنصرون قديمًا وحديثًا إستنادًا إليها أن القرآن يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح – ﵇ وقد بدأت منذ عصر الرسول ﷺ كما مر آنفًا - على يد نصارى عرب مثل: وفد نصارى نجران، ثم تبعهم فيما بعد عبد المسيح الكندي، وغيره.
_________
(١) "بين الإسلام والمسيحية"، ص: (٧٥-٧٦) .
(٢) عبد الرحمن الجزيري: "أدلة اليقين" ص: (٣٦٣) .
(٣) نقلًا عن: محمد عزة دروزة: "القرآن والمبشرون" الطبعة الثانية (١٣٩٢هـ-١٩٧٢م)، ص: (٣٩٩) .
1 / 13
والمنصرون تبعًا لذلك وتطويرًا له وصلوا إلى مرحلة خطيرة من التلبيس في عرض بهتانهم هذا وما شابهه على المسلمين، ولا سيما غير المتقنين للعربية. ثم إن هذا الأسلوب أسلوب فكري (هجومي) يخاطب عقل المسلم ويرمي إلى التأثير فيه من خلال مسلماته لزلزلة اعتقاده وإيمانه بربه ﷾، ومحاولة الوصول به في مرحلةٍ تاليةٍ إلى تنصيره إن لم يكن من المرحلة الأولى، ولخطورة هذا الأسلوب وما يتطلبه - فيما يرى الباحث - من مقدمات عامة يُستند إليها في الرد المفصل لاحقًا رُئي نقد هذه الادعاءات التي افتراها المنصرون على كتاب الله ﷾ في المبحثين الآتيين على نحوٍ مجملٍ أولًا، ثم على نحوٍ مفصل - إن شاء الله تعالى - ثانيًا.
1 / 14
المبحث الثاني: رد إجمالي على ما سبق من ادعاءات المنصرين على القرآن:
أولًا:- وحدانية الله من خلال القرآن وكتب العهدين
...
المبحث الثاني: رد إجمالي على ما سبق من ادعاءات المنصرين على القرآن:
هناك أدلة عامة ومجملة تفند ادعاءات المنصرين بأن القرآن يؤيد ما زعموه من ألوهية عيسى ﵇ سواء من خلال القرآن نفسه أو من خلال التوراة أو الانجيل.
وقد رُتبت هذه الأدلة في الموضوعات الآتية:
أولًا:- وحدانية الله من خلال القرآن وكتب العهدين.
ثانيًا:- نفي الألوهية عن عيسى – ﵇ من خلال القرآن والأناجيل.
ثالثًا:- بشرية عيسى ﵇ وعبوديته من خلال القرآن والأناجيل.
رابعًا:- نبوة عيسى ﵇ ورسالته من خلال القرآن والأناجيل.
والآن وقت الشروع في تفصيل هذه الموضوعات:
1 / 15
أولًا: وحدانية الله (١) من خلال القرآن وكتب العهدين:
أنزل الله ﷾ التوراة على رسوله موسى ﵇ وأنزل الإنجيل على رسوله عيسى ﵇ ثم دخلهما التحريف بعد ذلك. وعلى الرغم من هذا إلا أن الموجود منها اليوم فيه ما يدل دلالة واضحة على وحدانية الله ﷾ وأنه لا يشاركه في ألوهيته أحدٌ لا نبي مرسل ولا ملك مقرب فهما في هذه الجزئية - المصطلح عليها في هذا البحث - يوافقان القرآن الكريم.
وفيما يلي عرض لهذه الوحدانية في القرآن أولًا ثم في التوراة والإنجيل:
أ- وحدانية الله ﷾ من خلال القرآن الكريم:
إن النصوص الدالة على وحدانية الله في القرآن الكريم كثيرة جدًا بل إن القرآن كله ناطق بتوحيد الله ﷻ حق التوحيد، ولكن لاكتمال الرد على المنصرين ولبيان أنهم ينتقون من القرآن ما يزعمون أنه يؤيدهم، وأنه يُمْكِنُ لهم صرفه إلى مرادهم الذي يوافق أهواءهم، ويتركون المحكم الواضح
_________
(١) المقصود بالوحدانية - في هذا البحث - ما يقابل التثليث، أي أن الله ﷾ واحدٌ أحدٌ ليس معه إلهٌ غيره فضلًا عن آلهة أخرى، كما أنه ليس ثالث ثلاثة كما يزعم النصارى وليس المقصود بذلك وحدانية الله في أسمائه وصفاته وعبادته وربوبيته ذلك أن اليهود - كما هو معلوم - في باب الصفات مجسمة، والنصارى مجسدة، والمسلمون السائرون على منهج السلف الصالح - رضوان الله عليهم - من الصحابة ومن تبعهم بإحسانٍ يؤمنون بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله ﷺ من غير تحريف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف. فالجزئية التي سوف يُستدل عليها من التوراة أو الأناجيل هي هذه الوحدانية المصطلح عليها آنفًا فقط.
1 / 16
الذي يُرد عليهم افتراءاتهم، آثرت الاكتفاء بالآيات التي تبين التوحيد بأكثر من طريق وبخاصة تلك الآيات التي ترد على النصارى مبينةً التوحيد ونافية الشريَك عن الله ﷾ أو ألوهية غيره، أو كونه ثالث ثلاثة، أو أن له ولدًا أو اتخذ صاحبة إلى غير ذلك من الآيات المحكمات التي تبين حقيقة التوحيد صافٍ من أدران الشرك والتثليث والبنوة وغيرها. فمن ذلك:
١- يقول الله - تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ (الإخلاص) . فهذه السورة الكريمة نص في أن الله واحدٌ أحد، وأنه لم يلد ولم يولد فليس له ابن لا عيسى ﵇ ولا غيره، ولا يشاركه في وحدانيته أحد.
٢- يقول تعالى: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ (النحل،: (٥١) . وهنا نهى الله ﷾ عن اتخاذ إلهين وأبان - سبحانه على الحصر أنما هو إله واحد لا إله غيره.
٣- يقول تعالى: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ (الأنعام: ١٩)
٤- قال - جل وعلا - ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (الأنبياء: ٢٢) .
1 / 17
٥- وقال تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (التوبة:٣١) .
٦- ويقول - تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا﴾ (الإسراء:٤٢) .
٧- ويقول - تعالى: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ (المؤمنون:٩١) .
٨- ويقول تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾ (النساء:١٧١) .
٩- وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (المائدة:٧٣) .
١٠- وقال ﷿ ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (التوبة:٣٠) .
1 / 18
هذه الآيات غيض من فيضٍ، ذلك أن القرآن الكريم مليء بأدلة وحدانية الله ﷾ وتوحيده حق التوحيد كما هو معلوم لكن منهج النصارى والمنصرين التلبيس والتضليل.
ب- وحدانية الله ﷾ من خلال التوراة:
تدل التوراة الحالية على وحدانية الله ﷾ وفق ما اصطلح عليه سابقًا (١) - بوضوح، ولذا فإن هذه الوحدانية من العقائد الأساسية لليهودية التي تخالف فيها النصرانية الحالية مخالفةً جذرية وتتفق فيها مع الإسلام على سبيل الإجمال.
وإن من نصوص التوراة التي تدل على وحدانية الله ﷾ وأنه الله الذي لا إله غيره ما يلي:
١- جاء في التوراة قوله: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحدٌ فتحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قوتك - الرب الهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف، لا تسيروا وراء آلهةٍ أخرى من آلهة الأمم التي حولكم" (٢) .
٢- وجاء فيها: "أنا الرب وليس آخر، لا إله سواي - لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها أن ليس غيري أنا الرب وليس آخر" (٣) .
٣- وجاء فيها: "أليس أنا الرب، ولا إله آخر غيري إلهٌ بار ومخلص ليس سواي" (٤) .
_________
(١) انظر ص: (١٠) .
(٢) التثنيه: (٦:٤-١٤) .
(٣) اشعياء: (٤٥: ٥-٦) .
(٤) اشعياء: (٤٥: ٢١) .
1 / 19
٤- وجاء فيها: "إنك قد أُريت لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه فاعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه" (١) .
٥- وجاء فيها "أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" (٢) .
فهذه نصوص واضحة في الدلالة على وحدانية الله ﷾ من خلال التوراة وهي بذلك تتفق مع ماجاء في القرآن الكريم، ولذا تتفق اليهودية مع الإسلام في هذه العقيدة - على نحو عام - بينما تشذ النصرانية الحالية عن هذين الدينين السماويين وتضاهي الذين كفروا من قبل حيث تعتقد بالتثليث بكل ما يستلزمه ذلك من ألوهية لعبد الله ورسوله عيسى بن مريم – ﵇ ومن بنوته لله - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا - إلى غير ذلك من أمور شركية.
ج- وحدانية الله ﷾ من خلال الأناجيل:
على الرغم مما يعتقده النصارى من تثليث وما دخل الأناجيل من تحريف إلا أن في الأناجيل الحالية من الأقوال المنسوبة لعيسى – ﵇ – ما يدل دلالة واضحة على وحدانية الله ﷾ فمن ذلك:
١- جاء في الإنجيل قوله: "فأجابه يسوع (٣) [عيسى]: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب إلهك من كل
_________
(١) التثنية: (٤: ٣٥-٣٩) .
(٢) التثنية: (٥: ٦-٧)، وانظر النص نفسه مكررًا في الخروج: (٢٠: ٢-٣) .
(٣) يسوع هي: الصيغة اليونانية للاسم العبري (يشوع) . [انظر حنا الله جرجس ووهيب مالك: القاموس الموجز للكتاب المقدس: ج (٢)، ص: (٧٤٣)] والمقصود به عيسى ﵇.
1 / 20