إلا أنها تنكر الروح المستقلة من ناحية وتقول من ناحية أخرى إن الإنسان يولد مرات بعد مرات، وإنه يلبس أجسادا بعد أجساد، وإن القضاء الكوني يجزيه من طريق هذا التطهير بالدخول في «النرفانا»، حيث يفنى آخر الأمر فلا يولد ولا يحمل الجسد في صورة من صور الأحياء.
فهذا الإنسان الذي يتجدد مرة بعد مرة - بأي شيء يتجدد في الأجسام إن لم يتجدد بذات باقية وروح واعية؟
وهذا القضاء الكوني الذي يتتبع المخلوق يتطهر بالولادات المتعاقبة ماذا عسى أن يكون وكيف يتتبع المخلوقات ويحسبها ويحاسبها إن لم تكن له صفات التقدير والوعي والقضاء؟
فلا انفصال بين طبيعة الدين وطبيعة الذات الإنسانية والذات الإلهية، ولا يتأتى أن يتدين الإنسان وهو ينكر ذاته وينكر ذات الإله، ويؤمن في قرارة الضمير بالقوى الكونية التي لا تعقل ولا تعي ولا تريد.
والعقل والدين في ذلك متفقان.
فلا يفهم العقل إلها بغير ذات، ولا يفهم أن الكمال المطلق يتأتى لغير كائن كامل أو يتأتى له ناقصا منه الوعي، ثم يوصف بغاية الكمال.
وإنما عرض هذا الوهم من التناقض بين كلمة ال
وكلمة
Absolute
أو كلمة «الشخص» وكلمة الكمال بغير حدود.
ناپیژندل شوی مخ