252

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِراطٍ ... إذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيم يريد على طريق الحق (١). ومنه قول الهُذلي أبي ذُؤَيْب (٢): صَبَحْنَا أَرْضَهُمْ بالخَيْلِ حَتّى ... تركْنَاها أَدَقَّ مِنَ الصِّرَاطِ وقال عامر بن الطفيل (٣): خشونا أرضهم بالخيل حتّى ... تركناهم أذل من الصراط والثاني: أنه الطريق الواضح، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُون﴾ [الأعراف: ٨٦]، وقال الشاعر (٤): فَصَدَّ عَنْ نَهْجِ الصِّرَاطِ الْقَاصِدِ والثالث: أن الصراط: الطريق، بلغة الروم. قاله النقاش (٥). قال ابن عطية: " وهذا ضعيف جدا" (٦). قال الماوردي: و﴿الصراط﴾: " مشتق من مُسْتَرَطِ الطعام، وهو ممره في الحلق" (٧). قال الطبري: "أجمعَت الأمَّةُ من أهل التأويل جميعًا على أنَّ ﴿الصراطَ المستقيمَ﴾، هو: الطريقُ الواضحُ الذي لا اعوجاج فيه، وكذلك ذلك في لغة جميع العرب" (٨). قال ابن القيم ﵀: "و﴿الصراط﴾: ما جَمَع خمسةَ أوصاف: أنْ يكون طريقًا مستقيمًا، سهلًا، مسلوكًا، واسعًا، موصلًا إلى المقصود، فلا تُسمِّي العربُ الطريقَ المُعْوَجَّ: صراطًا، ولا الصعبَ المشق، ولا المسدود غير الموصل، ومَن تأمَّلَ مواردَ الصراط في لسانهم واستعمالهم، تبيَّن له ذلك ... ولا تكون الطريقُ صراطًا حتى تتضمَّن خمسةَ أمور: الاستقامةَ، والإيصالَ إلى المقصود، والقُرْبَ، وسعتَه للمارِّين عليه، وتعيُّنَه طريقًا للمقصود" (٩). وفي الدعاء بهذه الهداية، ثلاثة تأويلات (١٠): أحدها: أنهم دعوا باستدامة الهداية، وإن كانوا قد هُدُوا. والثاني: معناه زدنا هدايةً. وضعفه الطبري (١١).

(١) انظر: تفسير الطبري: ١/ ١٧٠. (٢) نسبه إليه الطبري: ١/ ١٧٠، والبيت ليس في ديوانه، ونسبه القرطبي في تفسيره ١: ١٢٨ لعامر بن الطفيل، وليس في ديوانه، فإن يكن هذليا، فلعله من شعر المتنخل، وله قصيدة في ديوان الهذليين ٢/ ١٨ - ٢٨، على هذه القافية. ولعمرو بن معد يكرب أبيات مثلها رواها القالي في النوادر ٣/ ١٩١. (٣) انظر: الفروق اللغوية: ٣١٣، وتفسير الثعلبي: ١/ ١١٩. (٤) انظر: النكت والعيون: ١، ٥٨، وتفسير الطبري: ١/ ١٧٠، ومجاز القرآن: ١/ ٢٤، والمحرر الوجيز: ١/ ٧٤، وتفسير القرطبي: ١/ ١٢٨، وفيه: "الصراط الواضح". وهو بلا نسبة. (٥) انظر: المحرر الوجيز: ١/ ٧٤. (٦) المحرر الوجيز: ١/ ٧٤. (٧) النكت والعيون: ١/ ٥٨. (٨) تفسير الطبري (١/ ١٧٠). (٩) دائع الفوائد (٢/ ١٦). (١٠) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥٨ - ٥٩. (١١) انظر: تفسير الطبري: ١/ ١٦٧ - ١٦٨.

1 / 259