ومع كل هذا أريد أن أعزيك،
أريد أن أجعل دائرتك المتلبدة بالغيوم نقية صافية.
ومع أننا متساويان بالقوة والفهم،
فإنني أريد أن أخلص لك النصح.
عندما خرجت الأرض من الفضاء، ورأينا نحن، أبناء البدء، أحدنا الآخر في النور الذي لا عيب فيه، حينئذ أصعدنا الصوت الخفي، المرتعش، الأول، الذي أنعش مجاري الهواء والماء.
ثم مشينا، جنبا إلى جنب، على سطح العالم الفتي الشيخ، ومن صدى خطواتنا البطيئة ولد الزمان إلها رابعا، فاقتفى آثار خطواتنا، وأظلم بخياله أفكارنا ورغباتنا، ولم ير إلا بنور عيوننا.
ثم جاءت الحياة إلى الأرض، وجاءت الروح إلى الحياة، وكان الروح نغما مجنحا في الوجود، فحكمنا على الحياة والروح، ولم يقدر أحد غيرنا على معرفة مقاييس السنين، وموازين الأحلام السديمية في الأعوام، حتى جاء العصر السابع فزففنا في مد ظهيرته البحر عروسا للشمس.
ومن مضجع هذا الزواج المقدس أخرجنا الإنسان، الذي على رغم ضعفه وسقمه، ما برح يحمل شارة والديه.
وبواسطة الإنسان، الذي يمشي على الأرض وعيناه في النجوم، قد وجدنا طرقا نافذة إلى أبعد الأصقاع النائية في الأرض، ومن الإنسان، وهو القصبة الوضيعة النامية على المياه المظلمة، قد صنعنا مزمارا نسكب من قلبه الفارغ صوتنا إلى العالم الصامت في جميع أرجائه، ومن الشمال الذي لا شمس فيه، إلى رمال الجنوب المحترقة بالشمس، ومن أرض عرائس النيل حيث تولد الأيام، إلى جزائر الأخطار حيث تذبح الأيام،
ترى الإنسان الضعيف القلب يتشجع بغايتنا،
ناپیژندل شوی مخ