الإعجاز العلمي إلى أين
الإعجاز العلمي إلى أين
خپرندوی
دار ابن الجوزي
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٣٣ هـ
ژانرونه
الولي معجزة، لكنها لا تكون كمعجزة النبي ﵊ من حيث العظمة، ويمكن أن تظهر لوليٍّ غيرِه، أما معجزة النبي ﵊ فلا تظهر - إن ظهرت - إلا لنبي مثله، لذا ورد التحدي في بعض معجزات الأولياء لإثبات صدق الدين الذي يتبعه، ومن ثَمَّ فإن التفريق بالتحدي ليس عليه دليل من واقع المعجزات التي ظهرت على يد نبي أو ولي.
ومما وقع من شروط المعجزة، وليس موافقًا لواقع معجزات الأنبياء دعوى (أن تكون المعجزة مقارنةً لدعوى النبوة)، والحال أن هناك معجزات كانت قبل دعوى النبوة، وهناك معجزات حصلت بعد وفاة النبي ﷺ، ومن ذلك ما ظهر بعده من معجزات غيبية أخبر عنها القرآن الكريم، كقوله تعالى: ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، فقد دخل غير العرب في دين الله أفواجًا بعد وفاة النبي ﷺ تصديقًا لهذا الخبر.
ومما وقع في تعريف المعجزة من خلل ما يُذكر من كون المعجزة خارقة للعادة، وقد أوقع هذا الشرط فريقين في الخلل لكونهم لم يفرقوا بين خوارق العادات حيث جعلوها من جنس واحد، فمنع قوم خرق العادة لغير النبي ﵊ فأنكروا الكرامات والسحر، واختلط على آخرين فجعلوا السحر من جنس ما يُخرق من العادة للأنبياء ﵈، وذهبوا إلى أنه لا يمكن التفريق بين معجزة النبي ﵊ وغيرها = إلا بالتحدي أو بدعواه أنه نبي من عند الله سبحانه.
والحق في هذا أن خرق العادة الذي يكون للأنبياء لا يستطيعه أحد من الخلق مطلقًا؛ لأنه من عند الله تأييدًا لنبيه وتصديقًا له، ولو استطاعه غيرهم لاختلط على الناس الأمر.
1 / 11