لوړې موتی - برخه لومړۍ
الجزء الأول
ژانرونه
قال ابن إسحاق: وكان ب(مكة) قبطي يعرف نجر الخشب وتسويته فوافقهم أن يعمل لهم سقف الكعبة وساعده، قال: وكانت حية عظيمة تخرج من بين الكعبة التي يطرح فيها ما يهدى إلى الكعبة فتشرف على جدار الكعبة فلا يدنو منها أحد إلا كشت وفتحت فاها، وكانوا يهابونها، ويزعمون أنها تحفظ الكعبة وهداياها، وأن رأسها كرأس الجدي، وظهرها وبطنها أسود، وأنها أقامت فيها خمسمائة سنة، فبعث الله تعالى طائرا فاختطفها، فقالت قريش: نرجو أن الله قد رضي لنا ما أردنا، فأجمع(1) رأيهم على هدمها وبنائها، واقتسموا جوانبها فكان شق الباب لبني زهرة، وبني عبد مناف، وما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم ومن انضم إليهم من قريش، وكان ظهر الكعبة لبني جمح، وبني سهم، وكان شق الحجر(2) لبني عبد الدار، وبني أسد بن عبد العزى، وبني عدي بن كعب، وجمعوا الحجارة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ينقل معهم الحجارة، حتى انتهى الهدم إلى الأساس، فأفضوا إلى حجارة حصر(3) كالأسنمة، وضربوا عليها بالمعول فخرج برق كاد أن يخطف الأبصار فانتهوا عند ذلك الأساس، ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الركن، فاختصم فيه القبائل كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه، وكادوا يقتتلون على ذلك فقال لهم أبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان شريفا مطاعا: اجعلوا الحكم يحكم بينكم فيما اختلفتم فيه، أول من يدخل من باب الصفاء، فكان أول داخل رسول الله صلى الله عليه وآله كما تقدم ذكره، وجعلت قريش ارتفاع الكعبة من خارجها ثمانية عشر ذراعا، منها تسعة أذرع زائدة على ما عمره الخليل عليه السلام، ونقصوا من عرضها أذرعا من جهة الحجر لقصر النفقة الحلال التي أعدوها لعمارة الكعبة، ورفعوا بابها عن الأرض ليدخلوا من شاؤا ويمنعوا من شاؤا، وجعلوا في ركنها اليماني من داخلها درجة يصعد منها إلى سطح الكعبة.
مخ ۱۳۱