71

الحذر من السحر

الحذر من السحر

خپرندوی

مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

ومنها كذلك: الفساد، [تقول: طعام مسحور، إذا أُفسِد عملُه، ونَبْت مسحور: مفسود، وأرض مسحورة: أصابها من المطر أكثر مما ينبغي فأفسدها، فهي لا تُنبِت، وغيث ذو سِحْر إذا كان ماؤه أكثر مما ينبغي، وسَحَر المطرُ الطينَ والترابَ سِحْرًا: أفسده، وتقول غنم مسحورة: إذا كانت قليلة اللبن] (١)، وأخيرًا من معاني السحر: العِضَه، والعِضَهُ عند العرب: شدة البَهْت وتمويه الكذب، وقال ابن مسعود ﵁: كنا نسمّي السحر في الجاهلية: العِضَه. وقال الشاعر: أعوذ بربّي من النافثا تِ في عِضَهِ العاضِهِ المُعْضِه] (٢) والمعنى: ألتجيء إلى الله تعالى وأستجير به من شر السواحر اللواتي ينفثن في كذب الساحر وبهتانه في عُقَده، والله أعلم. [ثم السِّحْرُ يُطلق ويُراد به الآلة التي يُسحر بها، سواء كانت معنوية كالرقى والنفث في العقد، أو حسية كتصوير الصورة على صورة المسحور (٣)، وتارة يطلق ويراد به فعل الساحر] (٤) . هذه معان خمسة للسحر في أصل اللغة، أوردتُّها من أجل أن يعاين القارئ ما حوته مادة هذا اللفظ من خفاء وتمويه وخداع وتخييل وفساد وكذب وبَهتٍ، فالسحر - حتى في أصله اللغوي - مبني على خلاف الحق والظهور والصدق والصلاح، فمعانيه لغةً متناسبة تمامًا مع ما سيأتي حالًا من معنىً للسحر شرعًا.

(١) انظر: أضواء البيان للعلاّمة محمد الأمين الشنقيطي (٤/٤٨٢) . (٢) انظر: تفسير القرطبي (٢/٤٤) . (٣) وهو المسمّى - عند السَّحَرة - بالشِّعباذ. (٤) انظر: الفتح لابن حجر (١٠/٢٣٣) .

1 / 77