الحذر من السحر
الحذر من السحر
خپرندوی
مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
منافقٌ إلى لبيد بن الأعصم اليهودي، وكان حليفًا في بني زُريق، وكان ساحرًا قد علمَتْ ذلك يهودُ وأنه أعلمهم بالسحر وبالسموم، فقالوا له: يا أبا الأعصم أنت أسحرُ منا، وقد سحَرْنا محمدًا، فسحَره منا الرجال والنساء ولم نصنع شيئًا، وأنت ترى أثره فينا وخلافه دينَنا، ومَنْ قتل منا وأجلى، ونحن نجعل لك على ذلك جُعْلا على أن تسحره لنا سحرًا ينكَؤه، فجعلوا له ثلاثة دنانير على أن يسحر رسولَ الله ﷺ ...] (١) .
مسألة: كم كانت مدة مرض النبيِّ ﷺ بهذا السحر؟
[ورد في ذلك روايتان، أفادت الأولى أنه ﷺ أقام في ذلك المرض أربعين يومًا، والثانية أنه ﷺ لبث ستة أشهر في ذلك. ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغيُّر مزاجه، والأربعين يومًا من استحكامه - أي: أثر السحر -] (٢)، [وهذا الجمع هو المتعيّن، لأنه لم يشتهر أن مرضه هذا عليه أتم الصلاة والسلام قد طال به، ولو طال به لنقل ذلك متواترًا لتوفّر الدواعي على نقله لشدة شأنه عند أصحابه وتابعيهم، لكنه لم يَطُل، ولم يتعدّ حالَ مَن عُقِد عن النساء مدةً يسيرة] (٣) .
أخي القارئ المكرم، أكتفي بما أوردته من بعض فقه أهل العلم لهذين النصين الجامعين - عنيت: آية السحر وحديثه -، مع أن كلًا منهما هو أهلٌ لأن يُفرَد بمصنّف تام لسعة ما حواه من معان وأحكام وعظات، سائلًا الله تعالى أن يرزقني وإياك فقهًا في دينه، وأن يهديَنا لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه.
(١) طبقات ابن سعد (٢/١٥٢)، يرويه بسنده إلى عمر بن الحكم، مرسلًا. (٢) أورد ذلك ابن حجر في الفتح (١٠/٢٣٧)؛ الرواية الأولى: عن أبي ضمرة عند الإسماعيلي - في مستخرجه - والثانية من رواية وهيب عن هشام عند أحمد (٦/٦٣)، وقد سبق إيرادها ص ٤٩. (٣) انظر: زاد المسلم للعلاّمة الشنقيطي (٢/٢٢٤) .
1 / 72