12

الحذر من السحر

الحذر من السحر

خپرندوی

مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

نعم، إن الملك الذي وهبه الله ﷿ لعبده سليمان ﵇ قد فاق - بفضل الله - ما قد يطلبه طالب أو يطمح إليه طامح، ذلك أنه من عطاء الله الذي لا ينفد، وقد ذكرَتِ الآياتُ الكريمات التي أوردتها صنوفًا من هذا العطاء، وهي: (أ) ... تسخير الريح له، وذلك أنه ﵇ لما عقر الخيل غضبًا لله ﷿، عوّضه الله ما هو خير منها وأسرع: الريح اللينة تحمل بساطه يغدو عليه حيث أراد من مكان كدمشق مثلًا، إلى آخرَ يتغدّى به، كإصطخر (١) مثلًا - وهي تبعد عن دمشق شهرًا كاملًا للمسرع على دابته، كل ذلك في الغداة صباحًا، أما في الرواح مساءً فقد يروح ﵇ ببساطه من إصطخر مثلًا إلى كابُل - المعروفة اليوم - وبين إصطخر وكابل شهر كامل للمسرع، كلُّ ذلك في المساء. (ب) ... تملُّك عينٍ تسيل بالنحاس، وهي باليمن، وقد أجراها الله لسليمان ﵇ ثلاثة أيام، فكل ما يصنع الناس، من النحاس - إلى يومنا هذا - هو مما أخرج الله تعالى لعبده سليمان ﵇ (٢) . (ج) ... تسخير الجن له - مقهورين منقادين إليه - يعملون بين يديه بقَدَر الله، فيأمرهم سليمان بما شاء من عمل أبنيةٍ حسنة، كالمساجد والقصور والمساكن، وكذلك الصُّوَر من نحاس أو من طين أو زجاج، ويصنعون له أحواضًا عظيمة الاتساع كالجَوْبة من

(١) إِصْطَخْر: بلدة من أقدم مدن فارس وأشهرها، بها مسجد يعرف بمسجد سليمان ﵇، وبين إصطخر وشيراز - المعروفة اليوم - اثنا عشر فرسخًا، أي ما يقارب ٦٦.٥ كلم، وكان فتح إصطخر الأخير سنة ثمان وعشرين وسط خلافة عثمان ﵁. انظر: معجم البلدان لياقوت الحَمَوي (١/٢٥٠) . والروض المعطار للحِمْيري ص ٤٤. (٢) هذا مروي عن ابن عباس وقتادة والسُّدِّي وغيرهم. انظر: تفسير الطبري (٢٠/٣٦٣-٣٦٤)، و«الدر المنثور» للسيوطي (١/٦٧٨) .

1 / 17