الغاز تاریخي محیره: پلټنه زړه پورې په تر ټولو پټو پیښو باندې په تاریخ کې
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
ژانرونه
غير أن باحثين آخرين بدءوا بالتدريج في التشكيك في طومبسون، والبناء على آراء كنوسوروف الاستبصارية. ومع وفاة طومبسون عام 1975، كانت المبادئ العامة للقواعد اللغوية وبناء الجملة المايانية قد فهمت، واستطاع الباحثون الشروع في ترجمة الأعمال المايانية.
ولكن كان لا يزال هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به؛ إذ على الرغم من أن أربعة كتب فقط هي التي بقيت، فقد كان هناك آلاف النصوص المايانية منحوتة أو مرسومة على الآثار الحجرية، وكذلك على الفخاريات المايانية وأسوار المباني. وحالما ترجم ما كان مكتوبا على هذه الوسائط العديدة، حطم صورة المايانيين التي قدمها طومبسون ومورلي. فعلى أثر بعد أثر، وجد المترجمون روايات تفصيلية للاستراتيجيات العسكرية، والمعارك الدموية، والتضحيات الرهيبة بأسرى العدو كقرابين. وهكذا تلاشت صورة الكهنة المثقفين المسالمين، بعد أن تبين أن الحكام المايانيين كانوا محاربين متعطشين للدماء. وقد وثق معظم ما كان مكتوبا على الآثار انتصاراتهم العسكرية.
وبعد أن تحرر علماء الآثار من قيود نظرية طومبسون-مورلي، شرعوا في اكتشاف أدلة أخرى على النزعة العسكرية لدى المايانيين. ففي تيكال، على سبيل المثال، عثر على خنادق طويلة ضيقة وأسطح مرتفعة عن الأرض؛ من الممكن أنها كانت خنادق مائية ومتاريس؛ وفي بيكان أسوار يرجح أنها كانت أسوارا دفاعية؛ وفي كاراكول كانت هناك آثار حريق على المباني وطفل لم يوار جثته الثرى على أرضية أحد الأهرامات. وفي بونامباك كانت هناك لوحات جدارية حية اعتقد أنها تصور نوعا من الطقوس أمكن الآن تمييزها كمشاهد لمعارك حقيقية.
ومع ترسخ الصورة العسكرية الجديدة للمايانيين، استطاع علماء الآثار أن يدمجوها في تفسيرات جديدة لانهيار الحضارة. فقد عثر آرلين وديان تشيس على أسلحة في أحد المواقع في بليز، وخلصا إلى أن حربا خرجت عن نطاق السيطرة بين المدن المايانية تسببت في انهيار الحضارة هناك. وعثر آرثر ديمارست على تلال من الرءوس المقطوعة أثناء عملية حفر في شمال جواتيمالا وتوصل إلى استنتاج مماثل. وقدر أنه بعد عام 820 أو نحو ذلك، انخفضت الكثافة السكانية المايانية هناك إلى 5 بالمائة فقط من مستواها السابق.
وفي هذا الشأن قال ديمارست: «يعزى الانهيار إلى حرب داخلية شبيهة بحرب البوسنة.» •••
في حين بدا علماء الآثار بصدد الوصول إلى إجماع بشأن تأثير الحروب بين المدن، ظهرت على السطح أدلة جديدة، لتحيي من جديد واحدا من التفسيرات البيئية القديمة للانهيار. ففي عام 1995، وجد مجموعة من علماء المناخ في العصور القديمة - كانوا بصدد فحص الرواسب في قاع بحيرة شيشانكانوب في وسط يوكاتان - أن الرواسب التي ترجع للفترة بين عام 800 و1000 كانت غنية بشكل خاص بكبريتات الكالسيوم، التي تميل للترسب في القاع فقط حين تكون هناك كمية ضئيلة للغاية من الماء في البحيرة؛ وهو ما يحدث عادة خلال فترات الجفاف. وذهب ديفيد هودل وزملاؤه إلى أن موجة الجفاف تلك بالذات كانت حادة للغاية حتى إنها تسببت في تلف المحاصيل، وحدوث مجاعة، وانتشار الأمراض، وكلها عوامل ساهمت في انهيار الحضارة المايانية.
هل أعاد ذلك العلماء إلى حيثما بدءوا؟
ليس كثيرا.
أحد الأسباب أن هودل لم يذهب إلى أن الجفاف كان السبب «الوحيد» للانهيار؛ بل ذهب بدلا من ذلك إلى أنه كان العامل المحفز الذي فجر سلسلة كاملة من الأزمات البيئية والثقافية. وبالمثل، قام كثيرون من هؤلاء الذين اعتقدوا في مسئولية الحرب عن الانهيار بتقديم هذه الحرب كمجرد عامل واحد من بين عوامل عديدة. ومنذ سبعينيات القرن العشرين، بدأ العلماء الذين يتدارسون جميع جوانب القضية في الانفتاح بشكل متزايد على تفسيرات تأخذ في الاعتبار مجموعة متنوعة من العوامل المترابطة؛ من ضمنها الضغوط البيئية والحرب، سواء مع عدو خارجي أو بين المدن المايانية. ومن الممكن أن تكون هناك عوامل عديدة مختلفة قد أضعفت المايانيين، تاركة إياهم عرضة بشكل متزايد لأزمة حاسمة ما. وربما تكون طبيعة هذه الأزمة الحاسمة قد اختلفت من مدينة لمدينة.
كذلك شهدت العقود القليلة الماضية قيام علماء الآثار بتوسيع بؤرة تركيزهم من المناطق الحيوية المايانية في الجنوب لتشمل مراكز شمالية للحضارة - أكثر عددا - على شبه جزيرة يوكاتان. بعض هذه المدن، على الرغم من أنها لم تكن كبيرة كتلك الجنوبية، ظلت قائمة بعد انهيار المدن المجاورة بمئات السنين، بل إن القليل منها قد بقي حتى الغزو الإسباني. ولعل ما دعم بعضا من هذه المدن الشمالية اللاجئون الذين كانوا يفرون من أي أزمة حلت على المنطقة الحيوية من مايان في الجنوب.
ناپیژندل شوی مخ