Nazareth
الواردة في النص اليوناني للإنجيل، وبين الموقع الجليلي المعروف باسم الناصرة؟
خلال القرون الأولى للميلاد عندما كانت العقيدة المسيحية في طور البناء، راح آباء الكنيسة يوثقون كل موقع جغرافي ذي صلة بحياة يسوع وكل قرية ومدينة وبقعة. وبما أن مثل هذا التوثيق لم يكن ناجحا في العديد من الحالات، فقد عمد الخيال الشعبي من ناحيته إلى ربط أحداث معينة بمواقع مختلفة في كثير من الأحيان، حتى صار للحادثة الواحدة أكثر من موقع مفترض، ولا أدل على ذلك من أن الحجاج إلى أرض الإنجيل يطاف عليهم بسبعة أماكن يقال إن الملاك قد ظهر فيها لمريم العذراء في قصة البشارة، ويبدو أن الساعين إلى التوثيق الرسمي للمواقع الإنجيلية قد أفادوا في العديد من الحالات مما سبقهم إليه الخيال الشعبي. وهذا ما حصل فيما يتعلق بموقع
Nazareth . فبعد أن فشلت كل الجهود في إيجاد موقع بهذا الاسم في طول الجليل وعرضه، تم العثور على مزرعة صغيرة فيها عدة بيوت حول نبع صغير (يدعى اليوم بنبع السيدة مريم) تدعى باللغة المحلية ناصرة، وهو الاسم الأكثر قربا إلى الكلمة اليونانية
Nazareth . وبذلك أراح الباحثون أنفسهم من مهمة بدت لهم مستحيلة.
على أن مدينة أخرى يمكن أن تطرح نفسها كبديل للناصرة وهي كفر ناحوم، التي نفهم من روايات الإنجيل أنها تقع على الشاطئ الشمالي لبحر الجليل (= طبريا). فإنجيل متى يخبرنا أنه بعد هبوط الروح القدس على يسوع عقب اعتماده في نهر الأردن، اعتكف في الصحراء مدة أربعين يوما. وعندما عاد إلى الجليل: «ترك الناصرة وجاء كفر ناحوم على شاطئ البحر في بلاد زبولون ونفتالي، فسكن فيها ليتم ما قيل بإشعيا النبي: أرض زبولون وأرض نفتالي، طريق البحر عبر الأردن، جليل الأمم، الشعب القاعد في الظلمة أبصر نورا باهرا، والقاعدون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور» (متى، 3: 12-16). وفي موضع آخر يدعو متى كفر ناحوم بمدينة يسوع: «فدخل السفينة وجاء إلى مدينته، وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحا على فراش ... إلخ» (متى، 9: 1). وفي إيراده للقصة نفسها يقول مرقس: «ثم دخل كفر ناحوم ... وجاءوا إليه بمفلوج يحمله أربعة ... إلخ.» ويبدو أنها كانت مدينة كبيرة لأننا نفهم من متى 8: 5-13 أن مفرزة عسكرية رومانية كانت تعسكر فيها. كما نفهم من مرقس 2: 1 و14 أنها احتوت على مركز لجباية الضرائب. وفي هذا المركز كان متى العشار (أي جابي الضريبة) جالسا عندما دعاه يسوع للانضمام إليه (متى، 9: 9-13، ومرقس 2: 14-17). وفي كفر ناحوم أجرى يسوع أكثر معجزاته الشفائية.
ولكن المشكلة هي أن كفر ناحوم غير موثقة خارج النص الإنجيلي، شأنها في ذلك شأن الناصرة، ولا يوجد في الجليل حتى اليوم موقع بهذا الاسم، ولكن الرأي السائد الآن هو مطابقتها مع مكان يدعى تل الحوم يبعد نحو ثلاثة كيلو مترات إلى الجنوب الغربي من مصب نهر الأردن في بحيرة طبريا.
هل ولد يسوع في 25 ديسمبر؟
حتى أواسط القرن الثالث الميلادي لم يكن باستطاعة آباء الكنيسة الاتفاق على تحديد شهر ويوم ميلاد يسوع؛ ولذلك فقد كان المسيحيون الأوائل يحتفلون به إما في 20 أبريل/نيسان، أو في 20 مايو/أيار، أو في 6 يناير/ك 2 وهو اليوم الذي يبتدئ فيه فيضان نهر النيل في مصر، واعتبر مناسبة للاحتفال بميلاد الإله أوزيريس. وقد بقيت هذه المسألة موضع جدل إلى أن أقر البابا ليبيريوس في عام 354م أن يسوع المسيح ولد في 25 ديسمبر/ك 1.
1
ناپیژندل شوی مخ