تقودنا قراءة هذه الخاتمة إلى الملاحظات التالية: (1)
مريم المجدلية وحدها جاءت إلى القبر وكانت الشاهد الأول على قيامة يسوع. أما في رواية مرقس فثلاث نساء، وفي رواية متى اثنتان. (2)
يتحول الملاك الواحد عند متى إلى ملاكين عند يوحنا. وهنا تقتصر مهمتهما على سؤال المجدلية عن الغاية من دخولها. أما الحجر فكان مدحرجا كما كان عند مرقس. (3)
يظهر يسوع أربع مرات بعد قيامته، مرة للمجدلية ومرتين للتلاميذ في أورشليم، ومرة رابعة للتلاميذ أيضا في أورشليم. وذلك في مقابل ظهورين فقط عند متى واحد في أورشليم وآخر في الجليل. (4)
لم تتعرف المجدلية على يسوع في ظهوره الأول إلا بعد أن كلمها، واعتقدت أنه بستاني يوسف الرامي، بينما تعرفت عليه هي والمرأة الأخرى لفورهما عند متى وسجدتا له. (5)
يضيف يوحنا في روايته عنصر إظهار يسوع لآثار جراحه وقيام التلميذ توما بتحسس هذه الجراح. (6)
لا يصعد يسوع إلى السماء في نهاية خاتمة يوحنا، ولكنه يذهب برفقة بطرس إلى مكان لا يحدده كاتب النص. وبما أنه أراد للتلميذ الذي كان يحبه ألا يرافقه بل أن ينتظر عودته، فإن هذه العودة تبدو قريبة وليست في نهاية الزمان. (3) خاتمة لوقا
وحده إنجيل لوقا ينص صراحة على صعود يسوع إلى السماء. وإليكم ملخصا لخاتمته التي تفوق بطولها وتفاصيلها خاتمة يوحنا:
وكان النسوة اللواتي جئن مع يسوع من الجليل، وبينهن مريم المجدلية وحنة (أو يونا) ومريم أم يعقوب، يتبعن يوسف إلى موضع القبر، ونظرن كيف وضع جسده. فرجعن وأعددن حنوطا وأطيابا، وفي السبت استرحن حسب الوصية. ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس. فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر، فدخلن ولكنهن لم يجدن جسد يسوع. وتراءى لهن رجلان عليهما ثياب براقة فخفن، ولكن الرجلين قالا لهن: لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟ إنه ليس ها هنا بل قام. فرجعت النساء الثلاث مع البقية وأخبرن الأحد عشر والآخرين بما رأين، فبدا للتلاميذ قولهن ضربا من الهذيان. غير أن بطرس أسرع إلى القبر فلم ير هناك سوى اللفائف التي كانت على جسد يسوع. واتفق أن اثنين من التلاميذ (أحدهما اسمه كليوباس) كانا ذاهبين في ذلك اليوم إلى قرية بجوار أورشليم وهما يتحاوران بشأن ما جرى في الصباح. فدنا منهما يسوع وراح يمشي معهما وهما لم يعرفاه، وسألهما عن موضوع مطارحتهما، فأخبراه بقصة يسوع وصلبه ودفنه وذهاب النسوة إلى القبر وما حدث لهن هناك، وحيرتهما إزاء ذلك كله. فقال لهما: أيها الغبيان والبطيئا القلوب في جميع ما تكلم به الأنبياء، أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل في مجده؟ وعندما وصلوا إلى القرية تمسكا به ليدخل معهما. وعندما جلس معهما إلى المائدة أخذ الخبز وباركه ثم كسره وناولهما، وفي الحال انفتحت أعينهما وعرفاه ولكنه توارى عنهما. فعادا إلى أورشليم فوجدا الأحد عشر وأصحابهم مجتمعين، وكانوا يقولون لقد قام يسوع وتراءى لسمعان بطرس، فرويا لهم ما حدث لهما في الطريق. وفيما هم يتكلمون ظهر يسوع في الوسط منهم، وقال: سلام لكم. فدهشوا وخافوا وظنوا أنهم رأوا روحا، فقال لهم: ما بالكم مضطربين؟ انظروا يدي ورجلي، إني أنا هو. جسوني وانظروا فإن الروح ليس له عظم ولحم كما ترون لي. وبعد ذلك أكل على مرأى منهم. ثم خرج إلى قرية بيت عنيا وهم يتبعونه، وهناك رفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء (لوقا: 24).
من قراءتنا لهذا النص نخرج بالملاحظات التالية: (1)
ناپیژندل شوی مخ