نلاحظ من قراءة هذا النص ما يلي: (1)
عندما وصلت المرأتان إلى القبر لم يكن الحجر قد دحرج عن مدخل القبر كما هو الحال في رواية مرقس. (2)
تحول الشاب الذي يرتدي الأبيض ويجلس داخل القبر عند مرقس، إلى ملاك يهبط من السماء بزلزلة عظيمة فيدحرج الحجر ويجلس عليه دون أن يدخل إلى القبر. (3)
يستخدم الكاتب كلمات مرقس نفسها في الخطاب الذي وجهه الملاك للمرأتين بخصوص ذهاب التلاميذ لرؤية يسوع في الجليل. (4)
تختلف رواية متى عن رواية مرقس في عدد وهوية النسوة اللواتي أتين إلى القبر وشهدن الحادثة. فمرقس يتحدث عن ثلاث نسوة، هن: مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب وسالومة، أما متى فيتحدث عن امرأتين فقط، الأولى مريم المجدلية، والثانية يدعوها بمريم الأخرى دون مزيد من الإيضاح بخصوص هويتها. (5)
يتحدث متى عن ظهورين فقط ليسوع؛ الظهور الأول كان للمرأتين وهما في طريقهما لإبلاغ التلاميذ، والثاني للتلاميذ الأحد عشر في الجليل. (6)
بعد رؤية يسوع في الجليل شك بعض التلاميذ في أنهم يرون المعلم نفسه. وهذا يدل على أن التلاميذ لم يكونوا يتوقعون بعث يسوع ولا هم سمعوا منه أي نبوءة بهذا الخصوص. (7)
والأهم من هذا كله أن متى لم يشر صراحة أو تلميحا إلى صعود يسوع إلى السماء، وأنهى إنجيله بقول يسوع: «وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.» (2) خاتمة يوحنا
فإذا انتقلنا إلى إنجيل يوحنا نجد أن كاتب الإنجيل ينهي خاتمته الطويلة بتوجه يسوع إلى مكان مجهول دون أي إشارة إلى صعوده إلى السماء. وهذا ملخصها:
في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام لم يتبدد بعد، فرأت الحجر وقد أزيل عن القبر فهرعت إلى سمعان بطرس وتلميذ آخر مغفل الاسم كان يسوع يحبه، وقالت لهما: أخذوا السيد من القبر ولسنا نعرف أين وضعوه. فخرج الاثنان مسرعين إلى القبر، فدخل بطرس أولا ورأى الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه في موضع على حدة. ثم دخل الآخر ورأى وآمن، لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من بين الأموات. بعد ذلك عادا إلى موضعهما، أما مريم فمكثت عند القبر خارجا. وفيما هي تبكي انحنت فرأت داخل القبر ملاكين في ثياب بيض جالسين حيث كان جثمان يسوع. فقالا لها: ما يبكيك أيتها المرأة؟ فقالت: أخذوا سيدي ولا أدري أين وضعوه. ثم التفتت وراءها فرأت يسوع واقفا ولكنها لم تعرفه وحسبته البستاني، فقالت له: يا سيد إذا كنت أنت قد أخذته فقل لي أين وضعته لآخذه. فناداها يسوع: مريم! فعرفته، وقالت له: يا معلم. فقال لها: اذهبي إلى الإخوة وقولي لهم إني صاعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم. فرجعت وأخبرت التلاميذ أنها رأت يسوع وأنه أخبرها هذا الكلام. وفي المساء إذ كان التلاميذ في غرفة غلقت أبوابها خوفا من اليهود، ظهر يسوع في وسطهم وقال لهم: سلام لكم. ثم أراهم مواضع مسامير الصليب في يديه وموضع طعنة الحربة في جنبه. ثم قال لهم: سلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم. وبعد ثمانية أيام اجتمع التلاميذ في البيت والأبواب موصدة. وكان معهم توما الذي كان غائبا في المرة السابقة وأظهر شكه قائلا إنه لا يصدق توما الذي كان غائبا في المرة السابقة وأظهر شكه قائلا إنه لا يصدق حتى يضع إصبعه في أثر المسامير على يديه وأثر الحربة في جنبه. فقام يسوع في وسطهم وقال: سلام لكم. ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا فانظر يدي وهات يدك فضعها في جنبي ولا تكن منكرا، بل مؤمنا. بعد ذلك تراءى يسوع لستة من تلاميذه في الجليل وهم راجعون من الصيد في بحيرة طبريا، فجلس معهم إلى مائدة الطعام وأخذ الخبز والسمك وناولهم وأكل معهم. ثم قام ومشى قائلا لبطرس: اتبعني، فالتفت بطرس ورأى التلميذ الذي كان يسوع يحبه يسير خلفهما، فقال ليسوع: وهذا ما مصيره؟ فأجابه يسوع: لو شئت أن يبقى إلى أن أعود فماذا يعنيك؟ أما أنت فاتبعني. فذاع هذا القول عند الإخوة: إن ذلك التلميذ لا يموت. ولكن لم يقل يسوع إنه لا يموت بل لو شئت أن يبقى حتى أعود فماذا يعنيك (يوحنا: 20).
ناپیژندل شوی مخ