الغارة على العالم الإسلامي
الغارة على العالم الإسلامي
خپرندوی
منشورات العصر الحديث
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٣٨٧ هـ
ژانرونه
الغارة على العالم الإسلامي
La Conquète du Monde Musulman
تأليف: أ. ل. شاتليه: A. Le Chatelier
- عدد الأجزاء: ١.
- عدد الصفحات: ٢٩٢.
أعده للمكتبة الشاملة / توفيق بن محمد القريشي، - غفر الله له ولوالديه -.
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي].
ناپیژندل شوی مخ
الغارة على العالم الإسلامي (*)
La Conquète du Monde Musulman
تأليف: أ. ل. شاتليه A. Le Chatelier
لخَّصها ونقلها إلى اللغة العربية
مساعد اليافي ومُحِبُّ الدين الخطيب
منشورات العصر الحديث
_________
(*) اسم الكتاب كاملًا باللغة الفرنسية: (يحتوي على ٣٢٧ صفحة).
La conquête du monde musulman: les missions évangéliques anglo-saxonnes et germaniques، ١٩١١، ٣٢٧ p.
1 / 1
منشورات العصر الحديث
الطبعة الأولى: القاهرة: ١٣٥٠ هـ
الطبعة الثانية: جدة: ١٣٨٧ هـ
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب هام وخطير، يتحدَّث فيه أعداء الإسلام بصراحة عن كل مخططاتهم لهدم هذا الدين واستعباد أهله، قام بنشره منذ سبعة وثلاثين عامًا أستاذنا الفاضل الحبيب السيد محب الدين الخطيب وصدر عن (المطبعة السلفية ومكتبتها) التي أنشأها الرجل الكبير في القاهرة لما يعلمه من خطورة الفكر والثقافة التي أصبحت اليوم من أفتك أسلحة العمل السياسي ...
واليوم، يسعد هذه (الدار السعودية للنشر) أنْ تصدر الطبعة الثانية لهذا الكتاب من مهبط الوحي ومهد القداسات لتُذّكِّر الغافلين وتُوقظ النائمين، ولتردِّد من جديد صرخة أستاذنا الجليل السيد محب الدين الخطيب جزاه الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين.
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
[مقدمة الطبعة الأولى]:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيد الهُداة والدُعاة والمصلحين، سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
في يوم من أيام سنة ١٣٣٠ هـ - وكنتُ أشتغل في تحرير " المؤيد " - أقبل عليَّ زميلي السيد مساعد اليافي وقال: شيء جديد لم أكن أتوقعه!
قلت: وما هو؟
قال: إنَّ (" مجلة العالم الإسلامي " la Revue du monde musulman) التي كانت إلى الآن مجلة اجتماعية أدبية، تحولت
1 / 5
في هذا الشهر إلى مجلة تبشيرية. انظر، إنها أصدرت عددًا ضخمًا ليس فيه غير بحث واحد، وهو بحث تبشيري يدور حول ما تقوم به إرساليات التبشير البروتستانتية في العالم الإسلامي وما قيل في المؤتمرات التي عقدتها تلك الإرساليات في أوقات مختلفة. وقد جعلت المجلة عنوان هذا البحث (الغارة على العالم الإسلامي) أو (فتح العالم الإسلامي).
قلت له: إنَّ المجلة الفرنسية بنشرها هذا العدد الخاص بأعمال المُبَشِّرِينَ البروتستانت تقول للمبشرين الكاثوليك: أنظروا كيف سبقكم الآخرون إلى الغارة والفتح، فيجب أنْ تضاعفوا جهودكم وتنظروا في أساليبهم فتستفيدوا منها. ونحن أيها الأخ - بصفتنا مسلمين - يجب علينا أنْ نعلم ما يكيده لنا هؤلاء وأولئك، وأنْ نجعل أمتنا على علم بما يُنصب لها من شراك وما يبيَّتُ لها من شر. فأقترح عليك أنْ تترجم فصول هذا البحث فصلًا بعد فصل وتنشره في " المؤيد " تباعًا فيقف المسلمون على ما يُكاد لهم به من هذه الناحية.
فقال لي صديقي السيد مساعد، ولكن البحث طويل، والوقت الذي نعمل فيه هنا مشغول بالواجبات الأخرى.
قلت: نتعاون أنا وأنت على هذا الخير، ولا نعد هذا من واجباتنا في قلم التحرير، بل من واجباتنا نحو الإسلام والشرق. وأرى أننا عندما نفرغ كل يوم من عملنا اليومي تملي عَلَيَّ ترجمة فصل من الفصول بأي الألفاظ شئت وأنا أصوغ ما تمليه عَلَيَّ.
1 / 6
بعبارة عربية، فنتمكن من أداء هذا العمل بنصف الوقت اللازم له.
قال: حسن!
وفي نفس ذلك اليوم دفعنا للمطبعة مقدمة المسيو ل. شاتليه Le Chatelier رئيس تحرير "مجلة العالم الإسلامي " بعد أنْ وطأنا له توطئة باسم قلم تحرير " المؤيد ".
وما كادت هذه المقالات المتسلسلة تنتشر في مصر والعالم الإسلامي حتى كان لها وقع عظيم جدًا وبعثت اليقظة في كثير من الناس. ونقلتها عن " المؤيد " مجلات وصحف متعددة - منها مجلة " المنار " في القاهرة، وجريدة " الإخاء العثماني " في بيروت، وضاق صدر كُتَّاب "مجلة العالم الإسلامي " نفسها وأمثالهم من أنصار التبشير والاستعمار من ذيوع هذه الفصول بين المسلمين، لأنهم يَوَدُّونَ أنْ يقوم التبشير بأعماله والمسلمون نيام. فدارت مناقشة بينهم وبين " المؤيد " حول هذا الموضوع، تولى كاتب هذه السطور الإجابة عليها.
وقد جاءت مناسبات ذكرتُ فيها مقالات " الغارة على العالم الإسلامي " لكثير من أصدقائنا فكنت أراهم لا علم لهم بها، لأنَّ هذا شيء مضى عليه نحو عشرين سَنَةٍ، فاقترحوا عَلَيَّ أنْ أعيد نشر ذلك في " الفتح "، وأنْ أضعه بين أيدي الناس في كتاب مستقل، فأجبتُ سُؤْلَهُمْ
محب الدين الخطيب.
1 / 7
تَوْطِئَةُ مِنَ " المُؤَيِّدِ ":
عن عددها الصادر في ٢٠ ربيع الثاني ١٣٣٠ هـ.
في فرنسا جمعة إسمها (الإرسالية العلمية المغربية) مؤلفة من المستشرقين الذين درسوا الكتب الإسلامية والعادات الشرقية واللغة العربية وغيرها من لغات المسلمين خدمة لجامعات فرنسا السياسية والدينية والاقتصادية.
وقبل خمس سنوات أخذت هذه الجمعية تنشر في باريس مجلة كبرى مُصَوَّرَةً في كل شهر اسمها " مجلة العالم الإسلامي " يكتب فيها كبار المستشرقين، كالمُسيو ل. شاتليه رئيس تحريرها، وهو أيضًا أستاذ المسائل الاجتماعية الإسلامية في إحدى جامعات فرنسا، وكالمسيو لويس ماسينيون المستشرق الذي كان في مصر منذ سنتين، وغيرهما من المشتغلين بالموضوعات الإسلامية.
ويذكر القُرَّاءُ أننا كنا ترجمنا بعض أبحاث هذه المجلة منذ صدورها ليطلع القراء على آراء الكُتَّابِ الفرنساويين في آدابنا
1 / 8
وعاداتنا. وآخر ما ترجمناه عنها فصول للمسيو شاتليه عن (المركز الاقتصادي للعالم الإسلامي).
ولقد كانت هذه المجلة قبل الآن ظاهرة بمظهر علمي تكون الغايات السياسية فيها بالدرجة الثانية، إلى أنْ تم لفرنسا احتلال المغرب أولًا ثم دخلت [فاس] في طورها الأخير، وحلَّ بعد ذلك ما حل بطرابلس فظهرت هذه المجلة كغيرها بمظهرها الحقيقي الذي تكون فيه الدروس العلمية ذريعة لغايات سياسية ودينية.
من ذلك أنَّ " مجلة العالم الإسلامي " نشرت في أحد أجزائها الأخيرة بحثًا مطولًا أو كتابًا مفصلًا عنوانه (الغارة على العالم الإسلامي) أو (افتتاح العالم الإسلامي) سيطلع القراء على ترجمة هذه الفصول واحدًا بعد واحد، فيعلموا كيف تتبدل اللهجات بتبدل الحالات، وتتبين المقاصد مع انكشاف الحوادث.
1 / 9
مُقَدِّمَةُ المُسْيُو شَاتِلِيهْ عَنْ إِرْسَالِيَاتِ التَّبْشِيرِ البْرُوتِسْتَانْتِيَّةِ:
1 / 11
مقدمة المسيو شاتليه عن إرساليات التبشير البروتستانتية:
قلنا في سنة ١٩١٠ عندما كنا نخوض على صفحات هذه المجلة في موضوع السياسة الإسلامية: «ينبغي لفرنسا أنْ يكون عملها في الشرق مبنيًا قبل كل شيء على قواعد التربية العقلية (١) لتسنى لها توسيع نطاق هذا العمل والتثبت من فائدته. ويجدر بنا لتحقيق ذلك بالفعل أنْ لا نتقتصر على المشروعات الخاصة التي يقوم الرهبان المُبَشِّرُونَ وغيرهم بها لأنَّ لهذه المشروعات أغراضًا اختصاصية ثم ليس للقائمين بها حول ولا قوة في هيئتنا الاجتماعية التي من دأبها
_________
(١) التأثير على عقول أبناء الشرق وقلوبهم.
1 / 13
الاتكال على الحكومة وعدم الإقبال على مساعدة المشروعات الخاصة التي يقوم بها الأفراد فتبقى مجهوداتهم ضئيلة بالنسبة إلى الغرض العام الذي نحن نتوخاه، وهو غرض لا يمكن الوصول إليه إلاَّ بالتعليم الذي يكون تحت الجامعات الفرنساوية، نظرًا لما اختص به هذا التعليم من الوسائل العقلية والعلمية المبنية على قوة الإرادة».
«وأنا أرجو أنْ يخرج هذا التعليم إلى حَيِّزِ الفعل ليثبت في دين الإسلام التعاليم المستمدة من المدرسة الجامعة الفرنساوية!».
هذا ما ارتأيناه يومئذ وسيظهر ما يؤيده في الفصول التالية المتعلقة بإرساليات التبشير البروتستانتي الأنجلو سكسونية والجرمانية الدائبة على العمل في العالم الإسلامي حتى أصبحت أهميتها تفوق بكثير ما اعتاد الفرنساويون أنْ يتصوروه، لأنَّ النشاط وقوة الجأش التي يظهرها
1 / 14
القائمون بأعمال هذه الإرساليات تختلف عن التي تمتاز بها أُمَّتنا.
وكنا منذ أمد بعي نود أنْ نخوض في ذكر تفاصيل أعمال هذه الإرساليات التي اشتهرت بخطتها ووفرة الوسائل التي أعدتها وتوسلت بها لمقاومة دين الإسلام.
وحسبنا أنْ نستشهد بإرسالية التبشير الكاثوليكية في بيروت لتكون موضوع التفكير والتأمل في فرنسا، إذ بالرغم من كون (كلية القديس يوسف اليسوعية) التي تدير أعمالها هذه الإرسالية لا تأثير لها على النشوء الفكري في المحيط الإسلامي، فإنَّ التعاليم التي تنشرها وتبثها كان لها الحظ الأوفر في انتشار الأفكار الفرنساوية في سورية والقطر المصري.
نعم، إنَّ غاية المدرسة اليسوعية وطريقة التعليم فيها تختلفان عن غاية وطريقة المدرسة الكلية الفرنساوية.
1 / 15
في غلطة (الأستانة) إلاَّ أنَّ النتائج كانت متقاربة من حيث تعميم التعاليم والأفكار التي تنشرها اللغة الإفرنسية. ومن هذا يتبين لن أنَّ إرساليات التبشير الدينية التي لديها أموال جسمية وتدار أعمالها بتدبير وحكمة تأتي بالنفع الكثير في البلاد الإسلامية من حيث أنها تبث الأفكار الأوروبية.
إلاَّ أنَّ لإرساليات التبشير مطامع أخرى كما يتبين من الجملة الآتية التي استخرجها من رسالة أرسلها إلى جزيرة البحرين (قرب عمان) في ٢ أغسطس سَنَةَ ١٩١١ حضرة القسيس المحترم صموئيل زويمر منشيء " مجلة العالم الإسلامي " الإنكليزية وهو يبني فيها صروح آمال شامخة على أعمال المُبَشِّرِينَ البروتستان قال: «إنَّ لنتيجة إرساليات التبشير في البلاد الإسلامية مزيتين: مزية تشييد ومزية هدم، أو بالحري مزيتي
1 / 16
تحليل وتركيب. والأمر الذي لا مرية فيه هو أنَّ حظ المُبَشِّرِينَ من التغيير - الذي أخذ يدخل على عقائد الإسلام ومبادئه - الخُلُقِيَّةِ في البلاد العثمانية والقُطر المصري وجهات أخرى هو أكثر بكثير من حظ الحضارة الغربية منه. ولا ينبغي لنا أنْ نعتمد على إحصائيات (التعميد) في معرفة عدد الذين تَنَصَّرُوا رسميًا من المسلمين، لأننا هنا واقفون على مجرى الأمور ومتحققون من وجود مئات من الناس، انتزعوا الدين الإسلامي من قلوبهم، واعتنقوا النصرانية في طرف خفي» اهـ.
ولا شك في أنَّ إرساليات التبشير من بروتستانية وكاثوليكية، تعجز عن أنْ تزحزح العقيدة الإسلامية من نفوس منتحليها، ولا يتم لها ذلك إلاَّ ببث الأفكرا التي تتسرب مع اللغات الأوربية فبنشرها
1 / 17
اللغات الإنجليزية، والألمانية والهولندية والفرنسية، يتحكك الإسلام بصحف أوروبا، وتتمهد السبل لتقدم إسلامي مادي، وتقضي إرساليات التبشير لبانتها من هدم الفكرة الدينية الإسلامية، التي لم تحفظ كيانها وقوتها إلا بعزلتها وانفرادها.
أما ما يقوله حضرة مكاتبنا (زويمر) عن وجود مئات المسلمين اعتنقوا النصرانية سرًا وينتظرون فرصة للجهر بها، فذلك أمر لا يمكننا البَتُّ فيه مع حضرة الكاتب.
على أنه ليس من الحوادث الغريبة أن ينتصر بعض أفراد ينتمون إلى أصل فارسي أو هندي، لأن اختلاف النِحَلِ والاعتقادات في هذه العناصر هو من مزاياها الاجتماعية، وكذلك الحال في الوسط السامي المتصل بالأصل العبرانين، ولكن من النادر المستغرب أن تقع حوادث التنصير في بيوت السادة العلوية وبين الباتان
1 / 18
(الأفغانيين) الخُلَّص الموجودين في بلاد الهند أو مشايخ الهند وجيرانهم الأفغانيين، والأتراك والتركمانيين والعرب الحقيقيين والبربر.
ولا ينبغي لنا أن نتوقع من جمهور العالم الإسلامي أن يتخذ له أوضاعًا وخصائص أخرى إذا هو تنازل عن أوضاعه وخصائصه الاجتماعية، إذ الضعف التدريجي في الاعتقاد بالفكرة الإسلامية، وما يتبع هذا الضعف من الانتفاض والاضمحلال الملازم له سوف يُفْضِي - بعد انتشاره في كل الجهات - إلى انحلال الروح الدينية من أساسها لا إلى نشأتها بشكل آخر.
على أن المناقشة في هذه المسألة لا طائل تحتها، لأن الآراء تنبعث من وجهة التفكير، فلنقتصر إذن على القول بأن سير العالم الإسلامي تدرج نحو انحلال أفكاره الدينية وزوالها، وذلك أمر طبيعي
1 / 19
ممكن التحقيق. أما فرض تدرج المسلمين إلى اعتناق المسيحية، فخارج عن حد الإمكان لأن المسلم كالمسيحي واليهودي لا تجذبه التعاليم العصرية إلى الاعتقادات الدينية.
ولكننا نعود فنقول: إنه مهما اختلفت الآراء في نتائج أعمال المُبَشِّرِينَ، من حيث الشطر الثاني من خطتهم وهو (الهدم) فإن نزع الاعتقادات الإسلامية ملازم دائمًا للمجهودات التي تبذل في سبيل التربية النصرانية. والتقسيم السياسي الذي طرأ على الإسلام سيمهد السبل لأعمال المدنية الأوروبية، إذ من المحقق أن الإسلام يضمحل من الوجهة السياسية، وسوف لا يمضي غير زمن قصير حتى يكون الإسلام في حكم مدينة محاطة بالأسلاك الأوروبية.
قد يظهر لإخواننا المسلمين أننا نتصرف في مستقبلهم بحرية وبدون تكليف، ولكن من منهم ينكر
1 / 20
أن العالم الإسلامي أصبح هدفًا لغلطات فتيان جمعية " الاتحاد والترقي "، الذين ورثوا عبد الحميد واستعانوا بوسائله السياسية بعد أن خلعوه، ولم تكن أمامهم وسيلة لانقاذ السلطنة العثمانية والخلافة الإسلامية، غير تنظيم حكومة مؤلفة من ولايات إسلامية متحدة، وكل وسيلة غير هذه كانت تؤدي إلى نتيجة لا بُدَّ منها وهي تقسيم المملكة.
ولم نر الكلام على عواهنه، ولم نقصد غير تقرير حقيقة راهنة، عندما نَبَّهْنَا المسلمين من قُرَّاءِ مجلتنا - قبل احتلال طرابلس الغرب بستة أشهر - إلى ما تخبئه الأيام للآستانة، التي ستقع بين مخالب ألمانيا وروسيا.
إن إرساليات التبشير البروتستانية الأنجلوسكسونية تعلق أهمية كبرى على الحال الجديدة التي ظهر بها العالم الإسلامي، وقد رأينا أن نذكر معها
1 / 21
إرساليات التبشير الألمانية لما عقد بينهما من الأواصر والروابط في مؤتمري سَنَة ١٩٠٦ وَسَنَةِ ١٩١١، ولم يبق ارتباطهما متقصرًا كسابق عهده على تناوب كرسي الأسقفية البروتستانية في بيت المقدس.
وليس من المستغرب - ونحن نبدي إعجابنا بأعمالها - أن نلح بمزاحمتها ومسابقتها، خصوصًا وأن السيطرة على أهم الأسواق البشرية صارت متفوقة على هذه المزاحمة والمسابقة. وكنا نود لو كان في الوقت متسع لبسط القول، وإيضاح مجرى الأمور في هذه المسألة بحذافيرها لأنها جديرة باهتمام رجال فرنسا بلا إضاعة وقت. إلا أننا اضطررنا إلى الاقتصار على جمع بعض أمور وقفنا عليها وسنبينها هنا على قدر الإمكان.
ونحن نكتفي بعرض هذه الأمور من غير تعليق عليها، لأننا اقتطفناها من مؤلفات وفصول شتى ونظمناها
1 / 22