443

يقصد بذلك أنه بعد فتنة عثمان صار المطلوب عند المحدثين أن يكون الراوي من أهل السنة أي سنة عمر ، وإن كان شيعيا فيجب أن يكون حديثه حديث أهل السنة ، أي يرتضيه أهل سنة عمر !

وفي أمالي الطوسي ص709: ( فقال علي(ع) : علي عهد الله وميثاقه ، لئن وليت أمركم لأعملن بكتاب الله وسنة رسوله(ص) ).

سنة عمر مطلب لدهماء الناس !

فقد عمل عمر على تركيز سنته في دهماء الناس تشبها برسول الله(ص) !

روى مالك في الموطأ:2/824 ،عن عمر:(ثم قدم المدينة فحطب الناس ، فقال: أيها الناس: قد سنت لكم السنن ، وفرضت لكن الفرائض ، وتركتم على الواضحة . إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا ). انتهى.

وكان بعضهم مشغوفا بسنة عمر حتى لو كانت مخالفة لسنة رسول الله(ص) !

وعندما يقول السنيون سنة الخلفاء أو سنة الصحابة ، فالعمدة فيها سنة عمر بن الخطاب ، لأن خلافة أبي بكر كانت قصيرة ، وعثمان مختلف فيه عندهم.

وقد أفرط أتباع عمر في إطاعته في حياته وبعد وفاته ، حتى اشتكت عائشة من اتباع الناس لعمر في تحريمه الطيب في مني ، فقالت: (كنت أطيب رسول الله (ص) إذا رمى جمرة العقبة قبل أن يفيض ، فسنة رسول الله أحق أن يؤخذ بها من سنة عمر) . (إرواء الغليل للألباني:4/239، قال:أخرجه الطحاوي:1/421 بسند صحيح).

واشتكى من ذلك عبد الله بن عمر ! قال ابن كثير في سيرته:4/278: (وقد كان الصحابة يهابونه كثيرا ، فلا يتجاسرون على مخالفته غالبا ، وكان ابنه عبدالله يخالفه فيقال له: إن أباك كان ينهى عنها ، (أي متعة الحج وهي الإحلال من الإحرام بعد العمرة) فيقول: لقد خشيت أن تقع عليكم حجارة من السماء، قد فعلها رسول الله! أفسنة رسول الله نتبع ، أو سنة عمر بن الخطاب؟! ) !

وقد اشتكى من ذلك أمير المؤمنين علي(ع) في خطبة بليغة رواها في الكافي بسند صحيح:8/58 ، قال: (خطب أمير المؤمنين(ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي(ص) ، ثم قال: ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان: اتباع الهوى ، وطول الأمل ، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة .

مخ ۴۴۵