فهم به عمر بن الخطاب فوثب إليه أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ بمجامع ثوبه ثم جلد به الأرض ، ثم قال: يابن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله تقدم ، لأريتك أينا أضعف ناصرا وأقل عددا !! ثم التفت إلى أصحابه فقال: إنصرفوا رحمكم الله فوالله لا دخلت المسجد إلا كما دخل أخواي موسى وهارون، إذ قال له أصحابه: فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . والله لا دخلته إلا لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله أو لقضية أقضيها ، فإنه لا يجوز بحجة أقامها رسول الله صلى الله عليه وآله أن يترك الناس في حيرة !!
وعن عبد الله بن عبد الرحمن قال: ثم إن عمر احتزم بأزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي: ألا إن أبا بكر قد بويع له فهلموا إلى البيعة ، فينثال الناس يبايعون ، فعرف أن جماعة في بيوت مستترون ، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ويحضرهم المسجد فيبايعون !
حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي عليه السلام فطالبه بالخروج فأبى ، فدعا عمر بحطب ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه ! فقيل له: إن فاطمة بنت رسول الله وولد رسول الله وآثار رسول الله صلى الله عليه وآله فيه ، وأنكر الناس ذلك من قوله فلما عرف إنكارهم قال: ما بالكم أتروني فعلت ذلك ، إنما أردت التهويل ، فراسلهم علي أن ليس إلى خروجي حيلة لأني في جمع كتاب الله الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه ، وقدحلفت أن لاأخرج من بيتي ولاأدع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن .
مخ ۲۶۱