قلت: قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي . فقال: قال ابن حبان اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ) .
وقال السيوطي في ص176: (قال ابن حبان: فهذه خمسة وثلاثون قولا لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف ، وهي أقاويل يشبه بعضها بعضا وكلها محتملة ويحتمل غيرها). انتهى.
وهو اعتراف من ابن حبان بأن جميع هذه الأقوال لاتزيد عن كونها احتمالات استنسابية غير مقنعة !
ثم نقل السيوطي تصريحا مشابها لأحد علمائهم فقال: (وقال المرسي: هذه الوجوه أكثرها متداخلة ، ولا أدري مستندها ، ولا عمن نقلت ، ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر ، مع أن كلها موجودة في القرآن فلا أدري معنى التخصيص ! وفيها أشياء لا أفهم معناها على الحقيقة ، وأكثرها يعارضه حديث عمر مع هشام بن حكيم الذي في الصحيح ، فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه ، إنما اختلفا في قراءة حروفه . وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبع ، وهو جهل قبيح ) انتهى .
هذه نماذج من أقوال هؤلاء العلماء الكبار ، وهي كافية للتدليل على أن النظرية برأيهم غير قابلة للفهم والتعقل.. فهل يجوز نسبتها والحال هذه إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وآله ؟!
سبب ابتداع عمر هذه البدعة ؟
السبب ببساطة أن النبي صلى الله عليه وآله كان في حياته يصحح نص القرآن لمن يقرؤه فكان مصدر نص القرآن واحدا مضبوطا .
مخ ۱۹۲