207

91

قال فحن له عجيب وخفق له قلبه ونظر الى الطواشى فقال يا لالتى ان هدا الطباخ حن قلبى له ورحمته ، وكانه قد فارق ولدا او اخا ، فادخل بنا 15 عنده ونجبر قلبه ودعنا ناكل ضيافته لعل بفعلنا دلك يجمع الله شملى باابى . فلما سمع الخادم كلامه غضب وقال والله طيب ، اولاد الوزرا ياكلوا فى دكاكين الطباخين ، فهانا احجب الناس عنك بهده العصاه من ان ينظرون اليك ، فما امن ان ادخلك الى دكاكينهم . فلما سمع حسن كلام الخادم التفت الى ولده وانشا وجعل يقول شعرا (112) :

1 ومن عجبى ان يحجبوك بخادم

وما علموا خدام حسنك اكتر

2 عدارك ريحان وخالك عنبر

وخدك ياقوت وتغرك جوهر قال والتفت حسن الى الخادم وقال له يا كبيرى ما تجبر قلبى وتدخل الى عندى ، يا من كانه قسطل اسود وقلبه ابيض وقال فيك بعض واصفيك . فضحك الخادم وقال بالله ايش قال فينا بعض واصفينا . فانشد حسن للخادم وهو يقول (113) :

1 لولا تادبه وحسن تقاته

ما كان فى دور الملوك محكما

2 وعلى الحريم فيا له يمن خادم

في وصفه خدمته املاك السما

3 وسواده نعم السواد

وانما

افعاله البيضا عز تبسما

قال فاعجب الخادم وضحك واخد عجيب ودخلوا دكان الطباخ حسن 25 البصرى ، فقدم لهم زبديه حبرمان وختره بقلوبات وسكر وكتر حراراته فجا فى نهايه من الطعم والحسن . تم قدمه الى بين يديهم فاكلوا ، فقال عجيب لابيه اقعد كل معنا لعل الله تعالى ان يجمع شملنا . فقال حسن وانت يا ولدى على صغر سنك بليت بفرقة الاحباب. فقال عجيب نعم يا عم قد اقرحت قلبى فرقه الاحباب وقد خرجت انا وجدى نطوف عليهم البلاد ، وا حسرتاه على جمع 30 شملي به . وبكا فبكا حسن البصرى لبكاء ولده وتفكر فرقته وبعده عن 23/22 و والدته ووطنه وفى غربته ، فانشد يقول شعر (114) :

مخ ۲۶۲