شاهزمان بلاد سمرقند وجعله فيها سلطان ، واقام بها . [واقام هو] فى الهند وصين الصين ولم يزل على هده الحال عشر سنين . واشتاق الى الملك اخوه شاهريار وارسل وزيره خلفه - وكان لوزيره ابنتين الواحده اسمها شهرازاد والاخرى دينارزاد - فامره بالوصول اليه والقدوم عليه . فتجهز الوزير وسار ايام وليالى الى ان وصل الى سمرقند . وسمع بوصوله شاهزمان الى بلاد سمرقند فخرج الى لقيايه فى جماعة من خواصه ، وترجل له وعانقه وساله عن اخبار اخيه الملك الكبير شاهريار فاخبره انه طيب وانه قد ارسله فى طلبه ، فامتتل امره . وانزله ظاهر بلدته ونقل اليه ما يحتاج من زادا واقامات وعلوفات ونحر له النحاير وقدم له الدخاير والاموال والخيول والجمال واقام بواجبه حتى تجهز للسفر عشرة ايام وخلا موضعه فى الملك بعض الحجاب . واخرج قماشه وبات تلك الليله عند الوزير الى نصف الليل وعبر الى المدينه وطلع الى قصره يودع زوجته . فلما دخل الى القصر وجد زوجته نايمه والى جانبها رجلا من صبيان المطبخ متعانقه هى واياه. فلما راهما شاهزمان اسودت الدنيا فى عينيه وحرك راسه زمان وقال فى نفسه ((هدى وانا لسعى ما سافرت ، وانا مقيم ظاهر ا2/1 و بلدتى ، فكيف يكون ادا سافرت الى الهند الى اخى ، وكيف يكون الحال بعدى، ولكن النسا ما عليهم اعتقاد)) . تم انه اغتاض غيضا ما عليه مزيد وقال ((بالله ادا كنت انا ملك وحاكم بلاد سمرقند ويجرى على هدا وتخوننى زوجتى ويتم على هذا الامر)) . تم زاد عليه الغيظ فجرد سيفه وضرب الاتنين - الطباخ وامراته - وجر برجليهما ورماهما من قصره الى اسفل الخندق وخرج على حاله الى ظاهر المدينه الى عند الوزير وامر فى السفر بدلك الوقت . فدق الطبل وسافروا والملك شاهزمان فى قلبه نارا لا تطفى ولهيبا لا يخفى لاجل ما جرى عليه من جهة زوجته وكيف خانته واستبدلت به رجلا طباخ من بعض غلمان المطبخ . ولم يزالوا يجدون السير ويقطعون البرارى والقفار الليل والنهار حتى وصلوا بلاد الملك شاهريار وخرج الملك الى لقيايهم . فلما وقعت عينه عليهم عانق اخوه وقربه واكرمه وانزله بقصر من جوار قصره . وكان
مخ ۵۷