بلغني - أيها الملك السعيد - أنه بعد سماع القصة، شكر سندباد الحمال مضيفه، وتأهب للرحيل. فدعاه سندباد البحار إلى العودة في اليوم التالي وتناول العشاء معه مرة أخرى.
وهكذا، عاد الحمال إلى المنزل في اليوم التالي. ومرة أخرى، فتحت البوابات، ووجد سندباد أناسا يأكلون ويرقصون داخل المنزل الجميل. استقبله سندباد البحار بالترحاب، وطلب منه الجلوس، ومنحه الطعام والشراب. وتابع البحار بعد ذلك قصة مغامراته والأهوال الكثيرة التي واجهها. •••
بعد عودتي إلى الوطن ببضعة أعوام، أردت السفر مجددا. فابتعت بضائع وأبحرت في رحلة تجارية مع عدد من التجار. ووصلنا إلى جزيرة جميلة مهجورة، وتوقفنا هناك فترة من الوقت. غلبني النوم، واستيقظت بعد ذلك فزعا عندما اكتشفت اختفاء السفينة.
تسلقت شجرة طويلة، ورأيت طائرا عملاقا، يصل حجمه إلى ضعف حجم الفيل، وجناحاه يحجبان الشمس. وعندما طار هذا الطائر الضخم فوقي، أمسكت بقدمه، آملا في الهروب. وتمسكت به إلى أن أخذني بالقرب من تل عال، ثم تركته.
هبطت التل، ووجدت نفسي في واد مليء بالماس، ولكنه مليء بالأفاعي الزاحفة أيضا. اختبأت من هذه الأفاعي في أحد الكهوف، لكنني لم أتمكن من النوم جيدا، حيث كانت هناك أفعى مرعبة بداخله أيضا تحرس بيضها. وكنت أخاف أن تلتهمني.
وفي صباح اليوم التالي، زحفت إلى الخارج. وفجأة، سقطت قطعة لحم ضخمة من السماء أمامي. لقد سمعت عن هذا المكان من قبل، وعلمت أنه كانت هناك حيلة يتبعها التجار هناك. فكانوا يلقون باللحم في الوادي، آملين في التصاق الماس به. وكانوا يعلمون أن النسور والعقبان ستهاجم اللحم، وتطير فوق قمم الجبال حاملة إياه في مخالبها. فيخيف التجار هذه الطيور، ويأخذون الماس.
ملأت جيوبي سريعا بالماس، واستخدمت حبلا لربط نفسي باللحم. وانقض أحد النسور إلى أسفل، وحملني إلى أعلى قمة أحد الجبال. وهناك برز أحد الرجال، وأخذ يصيح في النسر حتى طار مبتعدا .
اندهش الرجل عندما رآني هناك، لكنني أعطيته بعض الماس، وأخبرته بقصتي. فاصطحبني إلى بعض أصدقائه التجار، وتعجبوا جميعا من القصة التي رويتها. وتمكنت من مقايضة ما لدي من ماس مقابل بعض البضائع وسفينة تحملني إلى موطني. وأقسمت بعدها ألا أخرج في رحلة بحرية أخرى أبدا. •••
تعجب سندباد الحمال من هذه القصة. وشكر سندباد مضيفه، وتأهب للرحيل. ودعاه التاجر البحار للعودة في اليوم التالي وتناول العشاء معه مرة أخرى. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا، إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
ناپیژندل شوی مخ