الدعوة إلى الله فوائد وشواهد
الدعوة إلى الله فوائد وشواهد
خپرندوی
دار القاسم
ژانرونه
ومن ظن أن يسلم من كلام الناس فهو مجنون قالو: إن الله ثالث ثلاثة وقالوا: يد الله مغلولة، وقالوا: اتخذ الله ولدًا، وقالوا عن محمد ﷺ أنه ساحر وكاهن ومجنون فما ظنك بمن دونهما.
فذلك الله –﷿ خالق البشر ومسدي النعم، وهذا
نبيه ﷺ ولم يسلم الرب ولا الرسول، فما الظن بمن دونهما! إن في هذا لسلوى وتعزية.
أما الأخرى: وهي الاستهزاء بما كان عليه الداعي وبما جرى له في حايته، ويظنون أنه لا يقوم بالدعوة إلا من كان كاملًا من جميع الوجوه، فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها.
ويجد الداعي في كتاب الله من قصص الأنبياء ما يزيده ثباتًا على طريق الدعوة عزمًا على المضي في تبليغ الرسالة.
نبي الله موسى – ﵊ كان له ذنب عيره به فرعون، حكى الله عن فرعون قوله: ﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ * وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الشعراء: ١٨ - ٢١].
ها هو داعية أودع السجن ألا هو نبي الله يوسف – ﵊ فقد سجن لبضع سنين (قيل سبع) في تهمة بالفاحشة هو منها بريء.
1 / 43