البرټ کامو: د هغه فلسفي فکر ته یوه مطالعه

عبد الغفار مکاوي d. 1434 AH
69

البرټ کامو: د هغه فلسفي فکر ته یوه مطالعه

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

ژانرونه

الواقع أن من الصعب تحديد المقصود من هذه الكلمة، خاصة إذا تذكرنا ما يقوله كامي من أن التجربة لا يمكن تحديدها، وإنما يمكن تجربتها فحسب بحيث لا يستطيع الانسان أن يحددها حتى يكف عن تجربتها. وإذا أردنا أن نوضح المراد من تصور التجربة عند كامي وجب علينا أن نستبعد اتجاهين متطرفين:

2 (أ)

أولهما أن نفهم التجربة باعتبارها المتلقى من الخارج؛ ذلك أننا نكون هنا بإزاء عيان تجريبي، الإنسان فيه لا يزيد على أن يكون مجرد متلق سلبي، تشده الإحساسات الخالصة إليها وتغرقه المدركات الحسية بطوفانها، فالتجربة بهذا المعنى حالة وجدانية. (ب)

وثانيهما أن نفهم التجربة على أنها بناء عقلي؛ فنحن هنا نكون بإزاء عيان مثالي أو رؤيا عقلية ترفع الأشياء - إن صح هذا التعبير - أو تستبعدها، وتحيل التجربة إلى نشاط عقلي داخلي، فالتجربة بهذا المعنى فعل عقلي.

وفي كلتا الحالتين نكون بصدد نوع من العزل أو الاستبعاد؛ فالإنسان في الحالة الأولى شيء بين الأشياء، وهو في الحالة الثانية ذات بين الذوات. وكلاهما على انفراد يلغي الوجود الحق. أما التجربة عند كامي فهي تضع نفسها بين الطرفين، وتجمع الاتجاهين. إنها هي علاقة الموجود بالعالم أو علاقته بنفسه عن طريق توسط العالم بينه وبينها. وقد يشعر الإنسان بهذه العلاقة شعورا واعيا وقد لا يشعر بها. على أن كل تجربة، تستحق هذه التسمية، إنما تفترض في الحقيقة نوعا من الفاعلية العقلية، فإذا أراد الإنسان أن يصف المعطى الخالص بما هو كذلك؛ أعني قبل كل وعي بالمحال (كما حاول كامي في أعماله الأولى وفي قصة الغريب وإلى حد ما في أسطورة سيزيف) فلا بد له بالضرورة من أن يسقط أحد طرفي هذه العلاقة؛ إذ إن هذه العلاقة لا يمكن الشعور بها إلا في الوعي. ومعنى هذا أننا سنحاول عندئذ أن نستبعد «الفعل» لصالح «الحال»، ونستبعد النشاط العقلي لنبقي على الإحساس الخالص. ومع ذلك فلن نستطيع أن نسلك كامي في عداد الإحساسيين والتجريبيين. حقا إن عالمه هو عالم «الأجساد والنجوم»، والصور والألوان والأنغام، ولكنه وإن كان يبدأ من الإحساس والمدركات والصور الحسية إلا أنه لا يريد أن يقيم منها مذهبا أو نظاما يفسر النزعة السيكولوجية فيها أو يبررها، وذلك هو أهم ما يميزه عن أولئك التجريبيين والحسيين. إن تجريبيته تظل تعاني من حكم ميتافيزيقي سابق؛ فهو منذ البداية يعدها صادقة وكاذبة في آن واحد. إنه يتبع، كما رأينا من قبل، منهجا ظاهريا (فينومينولوجيا) يحاول به أن يصف الظواهر خالصة من كل حكم عقلي، مبرأة من كل معرفة سابقة، ولكن هذا المنهج نفسه يظل معوقا منذ البداية؛ لأنه يؤكد الواقع وينفيه، ويرى بقاءه وزواله في آن واحد. هذه النزعة التجريبية لا يمكن أن يكون لها هدف آخر غير تبرير الأخلاق الكمية، التي نعلم أن عالمها عالم محال، وأن هدفها تمرد محال كذلك.

3

من هذا كله نرى أن الوعي بالمحال كان حاضرا على الدوام، حتى في تلك اللحظات التي أردنا أن نقصر أنفسنا فيها على المعطى الخالص، والتجربة المعاشة البحتة. غير أن الوعي بالمحال لم يكن ذلك الوعي الحقيقي الذي يعرف نفسه ويدرك حدوده وطاقاته. والأولى أن يقال إنه كان نوعا من الانتباه الخالص للظواهر السابقة عليه: «إنني أتنفس السعادة الوحيدة التي أملك القدرة عليها، وعيا منتبها صديقا.»

4

لذلك لم يكن التمرد، الذي كان يكمن في الوعي منذ البداية، تمردا حقيقيا، بل تمردا محالا، كما سنوضح ذلك فيما بعد.

وهنا ينبغي علينا أن نلاحظ أن كامي لا يهتم بالتأملات الذاتية، ولا يعبأ بالبحث الموضوعي عن الواقع الذي يقع وراء التجربة الواعية. إن ما يهمه قبل كل شيء هو الاتصال الشخصي بالموجود؛ فالحقائق التي يريد أن يتوصل إليها ينبغي أن تكون من ذلك النوع الذي يمكن أن يقبض الإنسان عليه بيديه. ليست حقائق أبدية بل يمكن أن تفسد وتموت في نهاية الأمر.

ناپیژندل شوی مخ