البرټ کامو: د هغه فلسفي فکر ته یوه مطالعه
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
ژانرونه
لا شك أن القارئ قد أدرك بنفسه ما تحتوي عليه الأفكار السابقة من متناقضات نجملها في السطور الآتية: (1)
الحقيقة الوحيدة التي يكشف لنا العقل الواضح المتميز عنها هي أن العالم محال، ومحالية العالم هي التي تجعل حياة الإنسان شيئا جديرا بأن يعاش، كما تضفي عليها العظمة، ولو كان للحياة معنى لما كانت جديرة بأن يحياها الإنسان. الحلقة المفرغة هنا واضحة؛ فالعالم من ناحية لا معنى له لأنني لا أريد أو لا أرجو أن يكون له معنى ، ومن ناحية أخرى لأن العقل يكشف عن خلوه من كل معنى. (2)
يطالب الإنسان الذي يعيش في المحال بالوحدة ويشتاق إلى التجانس والترابط، فإذا لم يجدهما رأيناه يعزف عنهما ويعدد بذلك ما لم يستطع أن يوحده.
139
وهكذا يزيد من تنوع الظاهرات،
140
ويغني من عالم المعطيات الحسية. هو إذن يعيش في مجال الظاهرات أو قل إنه لا يريد أن يعيش في مجال سواه، فإذا جاء الآن وأدان العلم والفلسفة وحكم على منهجهما بالفشل في الوصول إلى أية معرفة حقيقية لأنهما يتحركان داخل العلاقات التي تؤلف بين الظواهر دون أن يؤديا إلى مبدأ موحد، أقول إنه إن فعل ذلك فإنما يناقض نفسه بنفسه.
غير أن المنصف لكامي يستطيع أن يفسر هذه المتناقضات وأن يعفيه منها. والطريق إلى ذلك هو محاولة فهم مشكلة المحال على أساس وجودي-ديالكتيكي لا على أساس من المنطق الصوري.
لقد رأينا في الصفحات السابقة كيف أن المحال ينشأ عن الشقاق بين العقل الذي يحاول أن يسأل ويفهم، والعالم الذي يصمت فلا يجيب ولا يبالي، بين شوق الإنسان إلى الوحدة والوضوح وبين التشتت واللامعقولية والغموض الذي يكتنف العالم. وكان لا بد لكامي، لكي يتيح للمحال أن ينشأ في وضوح وتميز عن هذا الشقاق، من أن يعلن عجز العقل عن معرفة ما يقع خلف حدود التجربة الحسية المباشرة، وأن يصف «أسوار المحال» التي تصطدم بها رغبتنا في الوحدة واشتياقنا إلى الوضوح، وأن يرفض الاعتراف بكل تمذهب فلسفي أو علمي؛ فشوق الإنسان الذي لا يروي إلى المطلق، وسعيه الذي لا يهدأ نحو المبدأ الواحد الموحد، ووعيه بمحدوديته من خلال تجربته الحسية الفردية، عنصران يؤلفان طرفي العلاقة الديالكتيكية التي تحدثنا عنها من قبل، كما يكونان شرط وجود المحال. ولا بد للمحال إذن من أن يقف حائلا بين الإنسان وبين كل ما هو ميتافيزيقي أو متعال (ترانسندنتي) على وجه الإطلاق.
ويبدو لنا أن هدف كامي من موقفه في المعرفة أن يؤكد وجود حد لا ينبغي للإنسان أن يحاول تجاوزه إلى ما وراءه. وهذه المحدودية مرتبطة بسعادة الإنسان وبوجوده الحسي في العالم؛ فلكي يجد سعادته، لا بد له من أن يرفض كل معرفة عقلية، وأن يتخلى عن كل مطلب ميتافيزيقي لا يوقعه فحسب في المتناقضات بل ويحول بينه وبين السعادة، ويمنع الجسد من أن يهب نفسه للمتع التي يقدمها له هذا العالم الذي لا يملك من عالم سواه. ليس العقل الكلي هو الذي يستطيع أن يوحد ما بيني وبين هذا العالم، بل «الخطوط الناعمة على هذه التلال، ويد المساء فوق قلبي المهتاج.»
ناپیژندل شوی مخ