البرټ کامو: د هغه فلسفي فکر ته یوه مطالعه
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
ژانرونه
93
وليس من العسير علينا أن نرى من ذلك كيف أن كامي يجعل من مشكلة الحرية مشكلة أخلاقية، تعنى بالفعل والسلوك أكثر من عنايتها بالماهية والمصير.
يرى كامي أن الحرية مطلقة. إنها تنبثق في نفس اللحظة التي يبدأ الإنسان بها وجوده. لا بل هي وجوده نفسه؛ ذلك أنها تقوم على أساس أنطولوجي ليست لدينا به أية خبرة أو تجربة (لم يكن كامي في هذه المرحلة قد وصل بعد إلى تجربة التضامن التي سنتحدث عنها فيما بعد، والتي سيؤسس فيها وجود «الأنا» على وجود «النحن») كما أنها لا تقوم على أساس من وجود الله والإيمان بهذا الوجود؛ إذ ذلك سيؤدي به إلى المفارقة التي لا سبيل إلى حلها.
إن الإنسان الذي يعيش في المحال يعرف، منذ اللحظة التي يعي فيها وجوده، أنه حتى هذه اللحظة لم يكن حرا
94 (مثل مرسو بطل قصة الغريب التي سيأتي الحديث عنها)، وأن حريته كانت حرية فاسدة (مثل كاليجولا، في المسرحية المعروفة بهذا الاسم). ولما كان كل شيء يبدأ بالوعي وجوده الحق، ويتلقى من الوعي وحده كل ما له من قيمة،
95
فإن الحرية تبدأ كذلك مع صحوة الوعي: «إن العودة إلى الوعي، والخلاص من النعاس اليومي، يمثلان الخطوتين الأوليين على طريق الحرية المحالة.»
96
إن إنسان المحال يعلم الآن أن عليه، لكي ينظم حياته، أن يعطيها معنى. وهو يعلم أنه لن يصل إلى ذلك حتى يضع لها حدودا تقف عندها. لا غنى إذن عن رفض تلك «الحرية في ذاتها»،
97
ناپیژندل شوی مخ