البرټ کامو: د هغه فلسفي فکر ته یوه مطالعه
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
ژانرونه
65
والمحال عند كيركجارد مرتبط أوثق ارتباط بالمفارقة
(أو ما وراء الظن وكما يدل معنى الكلمة اليونانية)، التي تعلو عنده على كل مذهب، كما يقول في مذكراته عن عام 1839م، ولكن إذا كانت المفارقة تجعل كامي يصطدم دائما بالمحال لدى كل محاولة يبذلها لفهم العالم وتفسيره، ويحكم بالفشل على كل مذهب فلسفي أو ديني يزعم أنه توصل إلى الحقيقة البينة الواضحة، فالمفارقة (وهي دائما وجود الأبدي فيما هو زماني) عند كيركجارد هي الجسر الذي يعبر عليه الفكر الإنساني ليصل إلى الله. إن أعظم مفارقة يقع فيها الفكر هي أنه يريد أن يكتشف شيئا لا يستطيع هو نفسه أن يفكر فيه.
66
ويظل العقل يبحث عن هذا المجهول، ويظل يسعى للوصول إليه، تدفعه عاطفة ملتهبة تتسم بالمفارقة والتناقض، ولكن المجهول لا يكشف عن وجهه، والعقل لا يكف عن سعيه. وهكذا يصبح المحال أو تصبح المفارقة دافعا له على القلق والرعشة اللذين تبثهما فيه المفارقة المطلقة أو المحال المطلق، وهو الله. ويصبح المحال تعبيرا عن اللقاء بين الإلهي والزمني، بين الأبدي والتاريخي، في حياة المخلص يسوع المسيح: «ألم يكن شيئا مفزعا أن يكون هذا الإنسان، الذي سار بين غيره من الناس، هو الله؟ ألم يكن شيئا مفزعا أن يجلسوا معه على مائدة واحدة؟»
67
إن المحال أو المفارقة هي العاطفة الملتهبة التي تغذي الفكر. والفكر دائم السعي إلى التفوق على نفسه، إلى الوصول إلى حدود المجهول. وهذا المجهول لا يمكن بحسب تسميته أن يكون هو الإنسان ولا أن يكون شيئا باطنا فيه أو في العالم المحيط به. إنه لا يمكن إلا أن يكون هو الله، ولكن من المستحيل البرهنة على وجود الله؛ فإن كان الله غير موجود فمن المستحيل إثبات ذلك. أما إن كان موجودا، فمن الحمق محاولة إثباته،
68
لا سبيل إذن إلى البرهنة على الوجود، ولكنني حين أسقط البرهان، أجد الوجود أمامي؛ فالفكر إذن يصطدم على الدوام بحدود هذا المجهول، دون أن يصل إليه أو يكف عن محاولة الوصول إليه. هذا الفشل وهذا السقوط الذي يتردى فيه العقل هو نفسه ما تريده المفارقة، وهذا الفهم العاطفي ل «العالي» هو العقيدة والإيمان.
ومع أن كامي يعلن إعجابه باكتشاف كيركجارد للمحال، إلا أنه يرفض النتيجة التي يرتبها هو وشيستوف على هذا الاكتشاف، ونعني بها القفزة التي يقوم بها إلى المسيحية، ويأخذ عليه أنه جعل المحال معبرا للعالم الآخر، وقدم العقل قربانا على مذبح الدين، وانتزع الأمل من بين مخالب الموت. هذه القفزة التي يقفزها كيركجارد من المحال إلى «المرحلة» الدينية هي التي يسميها كامي بالانتحار الفلسفي؛ لأنها تريد أن تعلو على المحال الذي يريد هو أن يصمد فيه، وتنكر العقل الذي يظل هو وفيا له.
ناپیژندل شوی مخ