البرټ کامو: لنډه مقدمه
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
المنفى والملكوت «المنفى والملكوت» هي آخر أعمال كامو الأدبية المنشورة في حياته، وهي مجموعة قصص قصيرة معظمها مشبع ببيئة شمال أفريقيا. تعكس بعض تلك القصص أصداء غضب كامو من سارتر وتداعيات خصومتهما. لكن يحضر في بعضها الآخر وبقوة قلقه المتصاعد من الحس القومي في الجزائر، رغم أنه لم يناقش ذلك مباشرة قط حتى قصة «الضيف».
القصة القصيرة الأولى، «المرأة الزانية»، هي قصة جانين، زوجة بائع أقمشة من الأقدام السوداء. تسافر جانين وزوجها بالحافلة في الصحراء - 200 ميل جنوبي الجزائر - لكي يتمكن زوجها من بيع بضائعه إلى السكان المحليين. يروي كامو القصة من وجهة نظرها وانطباعاتها، بينما يتعمقان فيما يبدو على نحو متزايد أنه أرض غريبة. في البداية، تصف جانين العرب بأنهم جماعة غامضة . تشعر بأنهم يتظاهرون بالنوم؛ لا تحب صمتهم وعدم مبالاتهم. على مدار القصة، تشعر أنها في غربة عن العرب وتعلق على لغتهم، التي سمعتها طوال حياتها لكنها لم تفهمها. تكره «الغطرسة الحمقاء» في عيون عربي ينظر إليها، ويضيف إليها زوجها «يعتقدون أن بإمكانهم القيام بأي شيء الآن». توضح تلك الملاحظات أن إلغاء قانون السكان الأصليين عام 1944 كان يشكل مصدر فزع للأقدام السوداء. هناك فزع أيضا من اضطرابات قادمة. طوال الوقت، تشعر الزوجة بأن كل العرب يحيطون بها، كما لو كانوا قوة جائرة.
في المشهد الأخير، تستيقظ جانين في منتصف الليل، وتتجه إلى الشرفة، تحدق في الأفق، فتأسرها قوى الطبيعة، في لحظة غبطة جوهرية كاموية، لحظة «مثالية يتوقف الزمن فيها». في الوقت نفسه، تتوقف الأصوات الآتية من البلدة العربية. (بعبارات كامو: «كانت العقدة التي عقدتها العادة والملل والسنون تنحل رويدا رويدا.») رمزيا، يختفي العرب. وفي اتحاد بالغ الحدة مع الطبيعة، تتسامى عن البرد، وثقل الآخر، وكآبة الحياة والموت. في النهاية، برجوعها ورؤيتها لزوجها في غرفتهما الصغيرة بالفندق تغلبها دموعها. لقد عايشت لحظة تطهير.
رجوعا إلى كامو، تمثل تلك اللحظات الرمزية من الاندماج مع الطبيعة رفضا قويا للتاريخ البشري. إن تخيله لجزائر غير محددة بزمن وخالية من معظم أهلها هو خيال ناقص يشكل المصدر الوحيد للنعيم القوي والحقيقي - أو الغبطة - لشخصية جانين، وبالتأكيد لكامو نفسه.
يمكن القول بأن «الضيف» أقوى قصص المجموعة. البطل اسمه دارو، وهو معلم من الأقدام السوداء. يعيش في جبال الجزائر في بيته الذي هو أيضا مدرسة. يستقبل دارو في صباح يوم شتوي بارد بالدوكي الذي يصل على حماره، وبالدوكي شرطي محلي صارم ذو قلب عطوف - نسخة من خيار الناس من الأقدام السوداء، الذين كثيرا ما يظهرون في أدب كامو. ويأتي مع بالدوكي عربي محلي متهم بقتل قريبه، يسير على قدميه ومربوطا بحبل إلى الحمار. (وكما في رواية «الغريب»، لا يسمي كامو العربي أبدا.) يتولى دارو دون سابق إنذار مسئولية تسليم الرجل العربي إلى السلطات، وهو لا يرغب في فعل ذلك . لكن بالدوكي يجعل الأمر مسألة ولاء وشرف ليجبره على ذلك، فيضعه في موقف محرج. شعر كامو بالشعور نفسه خلال حرب الاستقلال الجزائرية، عالقا بين مجموعتين متناحرتين دون أي مجال للتعبير عن منظوره الخاص. ولذا، قد يرى البطل دارو تمثيلا لكامو.
وعلى الرغم من أن دارو يصدق ظاهريا ما يقول بالدوكي عن كون الرجل العربي مذنبا، فإنه لا يريد أن يسلم الرجل إلى السلطات. ولا يريد كذلك أن يزعج الرجل العجوز. ولكي يضغط على دارو، يقول بالدوكي إن الحرب على وشك أن تندلع، وإن العرب قد يثورون، وبعدها «سنكون كلنا متورطين». لا يريد دارو أن يكون متورطا، لكن تتداركه الأحداث التاريخية. يتحاور دارو وبالدوكي، وفي النهاية يوافق دارو على مضض أن يوقع على مذكرة تثبت أنه قد تسلم السجين، لكنه لا يعد بأن يسلمه. يخلق هذا صدعا بين الرجلين. وبمجرد أن يغادر بالدوكي، يشعر دارو بالذنب؛ لأنه خيب أمل بالدوكي. دارو عالق مثل كامو بين رغبته في تجنب الصراع وولائه لمجتمع الأقدام السوداء وقربه منه.
دارو عالق بين ولاءين متصارعين؛ فهو حانق على العربي لارتكابه جريمة قتل، ومنزعج من بالدوكي لأمره بتسليم المقبوض عليه إلى السلطات. ولذا، يصل دارو إلى حل وسط في النهاية. يصل بالعربي إلى منتصف الطريق بين المدينة والسجن، ويخبره أن طريق السجن إلى الشرق، وأن الجنوب طريق البدو الذين سيستقبلونه كواحد منهم. وبعد تردد، يتجه العربي شرقا، ويرجع دارو إلى بيته.
يصور كامو دارو رجلا عالقا بين فصيلين، لكنه رجل طيب يحاول أن يكون عادلا. من المفترض أن نشعر بالمشاركة الوجدانية معه؛ الأمر الذي لا يهيئنا للصدمة في الفقرة الأخيرة. فلدى رجوعه إلى غرفة الصف الدراسي، يجد دارو على السبورة كلمات التهديد التالية: «لقد سلمت أخانا. وستدفع الثمن.» إنه محسن وعادل، لكن يسيء الجميع فهمه، وهو وحيد، ويضغط على نفسه بنفسه، والعرب يتهددونه؛ هكذا رأى كامو نفسه في خضم الصراع الجزائري نحو الاستقلال.
انقسم المعلقون في تفسير نهاية القصة: كان التركيز إما على شخصية دارو النبيلة بحق (فهو رغم كل شيء، يرفض أن يسلم العربي إلى السجن)، وإما على غرابة تلك السردية الواقعة في عصر استعماري التي تصور المستوطن ضحية وشخصية عاطفية وحيدة.
هدنة مدنية
ناپیژندل شوی مخ