البرټ کامو: لنډه مقدمه

مومن محمود رمضان احمد d. 1450 AH
26

البرټ کامو: لنډه مقدمه

ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا

ژانرونه

لا يوجد اعتراض آخر على التوجه الاستبدادي غير الاعتراضات الدينية أو الأخلاقية. إذا كان العالم بلا معنى فهم محقون. وأنا لا أتقبل أنهم محقون. ولذا ... تلقى على عاتقنا مسئولية أن نخلق إلها. الإله ليس هو الخالق. هذا هو كل تاريخ المسيحية. لأن لدينا طريقة وحيدة لخلق إله، وهي أن نصبح آلهة.

أن نصبح آلهة هو ما يقترحه كامو فيما كتبه في يومياته حينها، وهذا ما يفعله دكتور ريو بطريقتين: (1) بتصرفه كعنصر فاعل يتصرف برأفة ورحمة في أوقات الأزمات، (2) وباضطلاعه الرمزي بوظيفة الراوي العليم. تلك الفكرة عن البشر الذين يتصرفون كالآلهة ستظهر مرة أخرى في مجرى كثير من نقاشات كامو العلنية مع المثقفين الشيوعيين الذين ازدروه بأن أطلقوا عليه لقب قديس علماني. ووسط كل الأسئلة الوجودية عن وجود الإله ومعنى الحياة، ثمة هاجس ينتاب الرواية بين الحين والآخر. وعلى الرغم من أن ظروف حياة العرب ستكون موضوع سلسلة مقالات يكتبها الصحفي الفرنسي في الرواية رامبير، فإن هذا الاهتمام يختفي في ضوء الحالة الطارئة المنبثقة: اجتياح الطاعون للبلدة. يبدو أن الرسالة هي أن الأشياء الاعتيادية مثل «الظروف المعيشية عند العرب» يجب أن تكون على الهامش. إن السكوت على تلك المشكلة يعكس السكوت على سبب الطاعون في الرواية.

لا ضحايا ولا جلادون: التمرد كموقف سياسي

في سلسلة مقالات شهيرة كتبت عام 1947، وتحمل في مجموعها عنوان «لا ضحايا ولا جلادون»، بدأ كامو بالإفصاح عن رؤيته السياسية حول التمرد في بيئة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وكان أحد الأهداف الرئيسية في تلك المقالات هو الشيوعية. والسياق الذي تبنى فيه كامو موقفه مهم: بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة كان الاتحاد السوفييتي في أوج قوته من حيث التأثير والقوة العسكرية الملموسة. وقد كان الحزب الشيوعي الفرنسي قويا إلى حد بالغ، ليس من ناحية عدد أعضاء البرلمان وحسب (حيث كان أكبر حزب سياسي فرنسي)، لكن أيضا في اتحادهم - الكنفدرالية العمالية العامة - الذي كان الأقوى في فرنسا.

على جبهة أخرى، دعم كثير من المثقفين العظام الحزب الشيوعي، بمن فيهم فنانون أمثال بابلو بيكاسو وفرنان ليجيه وكثير من الكتاب الذين احتشدوا حول السريالي السابق لويس أراجون، وحول دورية الحزب الشيوعي الأدبية المؤثرة «لي ليتر فرانسيز». جعل العديد من الشيوعيين - وأولهم لينين - من تحرر المستعمرات السابقة واستقلالها هدفا محوريا للشيوعية حول العالم؛ الأمر الذي كان يعلمه كامو. في الواقع، كانت قيادة العديد من الحركات المؤيدة للاستقلال من الشيوعيين، بدءا من هو تشي منه في الهند الصينية المحتلة من قبل فرنسا، الحقيقة التي كان كامو واعيا بها أيضا. كان شغل كامو الشاغل في ذلك الوقت هو أن تحتفظ فرنسا بإمبراطوريتها. على سبيل المثال، في لقاء له مع صحيفة بروتستانتية عام 1945، صرح كامو:

إذا ما كانت فرنسا لا تزال تلقى معاملة كريمة، فهذا ليس لماضيها المجيد. فالعالم اليوم لا يعبأ بالمواضي المجيدة. لكن ذلك سببه أن فرنسا قوة عربية، وهي الحقيقة التي يتجاهلها 99٪ من الفرنسيين. وإذا كانت فرنسا ليس لديها تصور عن سياسة عربية حقيقية في السنوات القادمة، فلا مستقبل لها.

كان التحليل الأكثر انتشارا للاستعمار في ذلك الوقت يحوي في صميمه دافع الربح الرأسمالي، وكان أفضل معارض لهذا التحليل هو الشيوعية، الموقف الذي لم ينظر له سوى جان بول سارتر بنفسه في مقدمة إلى مجموعة شعرية لشعراء واقعين تحت وطأة الاستعمار. شجع هذا الموقف كامو على التوجه المعادي للشيوعية. كان كامو يتبع اليسار، لكنه يسار إصلاحي وأوروبي في المقام الأول. والسمات المميزة لنسخة كامو الخاصة عن اليسار - عن المركزية الأوروبية ورفض الثورة لميلها إلى الإصلاح - تتشابه مع فكرته عن التمرد. يقتصر تمرد كامو على أوروبا والأوروبيين، ومؤطر بالمسائل الوجودية وليس الوعي الاجتماعي. أعلن كامو مواصفات التمرد كما يراها في «لا ضحايا ولا جلادون» (وطورها إلى حد أبعد في «الإنسان المتمرد»).

في أول مقال في المجموعة بعنوان «قرن الخوف»، يكتب كامو في هجوم صريح على الشيوعية معارضا اليوتوبيا السياسية والعلم: «نحن نختنق وسط رجال يعتقدون أنهم محقون تماما، سواء كان ذلك فيما يخص آلياتهم أو أفكارهم». السؤال بالنسبة إلى كامو هو كيف نتخلص من هذا الخوف. والخطوة الأولى هي نبذ العنف كله والتخلي عنه. ويشترط لمواجهة الخوف أن تنتفي لديك الرغبة في أن تقتل (أن تصير ضحية)، أو أن تقتل في سبيل فكرة (أن تصير جلادا). الخوف بالنسبة إلى كامو هنا هو تطبيق العنف المؤسسي في سبيل قضية أسمى. هدفه هو الشيوعية بوضوح.

يكتب كامو في مقال آخر بعنوان «الاشتراكية بصفتها لغزا» أنه بين نظام تنتشر فيه الحرية لا العدالة الاجتماعية، ونقيضه الذي تنتشر فيه العدالة الاجتماعية دون الحرية، فإنه سيختار الحرية في النهاية. ينبه كامو بشدة إلى أن الحزب الاشتراكي الفرنسي - الذي كان حينها كيانا أقليا، ولكنه سيصل إلى السلطة في النهاية عام 1981، بعد موت كامو بوقت طويل - في حاجة إلى أن يختار ما بين الموالاة التامة للماركسية وفكرة أن الغاية تبرر الوسيلة، وبين التوجه الإصلاحي. باختصار، يريد كامو من الحزب الاشتراكي الفرنسي أن يهجر الثورة، وأن يترك الماركسية باعتبارها «فلسفة مطلقة». سبب آخر للتخلي عن الثورة هو سبب يتوقف على السياق؛ حيث يرى كامو أن الثورة الوحيدة الصالحة والقادرة على الاستمرار هي ثورة عالمية، ومن شأن هذا أن يؤدي إلى تهديد جسيم بالحرب وعدد كبير من القتلى. وبالنسبة إلى كامو، هذه المجازفة لا تستحق العناء.

وبديل كامو للثورة العالمية هو «الديمقراطية الدولية»، وهي تصور لا يعرفه إلا سلبيا. والديمقراطية الدولية ليست بالشيوعية، لكنها أيضا ليست بالأمم المتحدة. وعلى وجه التحديد، يعتبر كامو أن الأمم المتحدة ستصبح ديكتاتورية دولية لأنها محكومة بقوى تنفيذية؛ عوضا عن ذلك، يؤيد برلمانا عالميا يتشكل بانتخابات عالمية. رغم ذلك، يشير إلى أنه ينبغي لمقاومة الديكتاتورية الدولية ألا تستخدم وسائل تعارض الهدف المرغوب، وهو الموقف الذي حظر المعارضة المسلحة على نحو فعال.

ناپیژندل شوی مخ