وهلل الطلبة وكأنهم أفرج عنهم بعد طول سجن. ودون وعي راحوا يضحكون ويتعانقون ويتضاربون، وانسحبت أقلية ضئيلة إلى المظلة، ورقدت على الدكك قائلة: وآدي نومة!
وجرى طالب وراء آخر وشنكله.
ووقفت الأغلبية وقد ارتدت ستراتها تتبادل اللكمات الخفيفة، وتتفرج على المدرس وهو يؤدي التمرين الأول مع المجموعة الصغيرة التي أرادت اللعب.
وقفوا يتفرجون بكل استهتار، يضحكون على المدرس وعلى الأخطاء التي يقع فيها زملاؤهم ويدردشون.
كانوا يحسون بانتعاش وكأنهم يشمون أيدروكسيد أمونيوم حديث التحضير، أن يحس الإنسان أنه ليس مرغما، أن يكون في وسعه ألا يفعل، أن يصبح في استطاعته أن يختار؛ أشياء ما كانت تخطر لهم على بال.
وحين كانوا يصعدون السلالم بعد انتهاء الحصة، كانوا لا يزالون غير مصدقين أن ما حدث كان حقيقة، وأنهم استطاعوا ولو لمرة واحدة في العمر أن ينقذوا من حصة الألعاب.
ومضى اليوم ولا حديث لهم إلا عن المدرس الظريف الشاب، الذي أصابته لوثة أنقذتهم من الرياضة والأشغال الشاقة.
وطوال الأسبوع ظل كل منهم في شغف حلول حصة الألعاب التالية ليعفى من الألعاب.
وجاءت الحصة، وجاء المدرس حليقا مبتسما، وياقته مفتوحة أيضا. وقبل بدء التمرين الأول أكثر من ابتساماته، وقال: هيه يا جماعة، اللي عاوز يلعب يرفع صباعه.
ورفعت أقلية ضئيلة أصابعها، بينما وقفت الأغلبية في أماكنها لا ترفع أيديها ولا تتحرك، وكل منهم يريد أن يعرف ما سوف يفعله الآخرون.
ناپیژندل شوی مخ